فيليكس سانشيز.. صاحب الإنجاز القاري وحامل أحلام القطريين بالمونديال
عمل فاق التوقعات في زمن قياسي للمسؤولين عن الرياضة القطرية، والذين يسيِّرون الكرة برؤية مستقبلية متميزة، باستغلال رائع للإمكانيات المادية والبشرية، وإلى جانب باقي الرياضات أعطت قطر لكرة القدم اهتماما كبيرا جدا، هي الآن تقطف ثماره، وما تتويج المنتخب القطري بالكأس الأسيوية الماضية سوى مثال عما كان وما سيكون.
توج المنتخب القطري لكرة القدم بالنسخة الأخيرة لبطولة أمم آسيا في الإمارات، ولم يكن ذلك ضربة حظ، أو تتويجا لمنتخب صاحب خبرة وصولات وجولات قارية سابقة، أو بسبب لاعبين مخضرمين لديهم مشاركات قارية عدة، وغيرها أسباب عادة ما تكون سببا لتتويج المنتخبات بالمنافسات القارية الكبرى، بل كان لمنتخب شاب ونتاجا لعمل سنوات عديدة متتالية من البناء والتخطيط والعمل المتواصل عبر أكاديمية “أسباير”، والتي ساعدت في تطوير كثير من اللاعبين القطريين، وكذلك الأندية التي احتضنت المواهب الشابة وأظهرتها، كلها عوامل اجتمعت لتشكل منتخبا قويا بمشوار مميز جدا، مهد لإنجاز عظيم لمدرب لم يكن ليتحقق من دونه، فلا إنجاز بدون صانع، هذا الصانع لم يكن سوى فيليكس سانشيز المدرب الإسباني للعنابي القطري.
لم يكن المدرب الإسباني يعلم أنه سيكون بطلا للكرة الآسيوية عبر بوابة قطرية، ناقلا تجربة إسبانية رائدة، اكتسب حيثياتها من المدرسة الكاتالونية صاحبة الباع الطويل والإنجازات العديدة في هذا المجال، تسلم فيليكس سانشيز مهمة تدريب المنتخب القطري خلفا للأروجواياني خورخي فوساتي قبل عامين بعد أن كان مدربا للمنتخب الأولمبي، والذي تسلم مهمة تدريبه بعد إنجاز آسيوي بالتتويج بكأس القارة مع منتخب تحت 19 سنة، وخاض قبل ذلك تجربة تدريبية طويلة في أكاديمية أسباير والتي أتى إليها بعد أن كان مدربا في أكاديمية برشلونة لكرة القدم.
كلها تجارب تدريبية ليست بالمهمة تقريبا مقارنة بتسلم زمام الأمور في المنتخب الأول الذي شارك في كأس قارية بتشكيلة شابة أغلب التوقعات رشحتها لمشاركة مشرفة لا غير، ولم ترشحها للقب في ظل وجود أبطال القارة المتوجين سابقا، كاليابان، السعودية، كوريا الجنوبية، إيران وأستراليا.
رفع فيليكس سانشيز، المدرب الهادئ، سقف الطموحات عاليا بأداء راق جدا في الدور الأول، أجبر الجميع على الإيمان بقدرته على التتويج، ثم توالت 4 انتصارات بالأداء والنتيجة، كان آخرها ثلاثية أمام اليابان في النهائي توجته بطلا لآسيا باقتدار، بأفضل دفاع وهجوم، أفضل حارس، أفضل ممرر، هداف الدورة وتوجته أفضل المدربين أيضا.
تميز سانشيز بقوة شخصيته التي نقلها للاعبين أيضا، ولتميزه التكتيكي وحسن تسييره وإدارته للمباريات، وتفننه في تغيير الخطط حسب الحاجة، فالإسباني يلعب الدفاع كالإيطاليين والهجوم كالإسبانيين، ويجيد اللعب والخروج بالكرات القصيرة على الطريقة الهولندية، ويجيد توظيف لاعبيه حسب الحاجة أيضا، كلها أسباب جعلته الأفضل وجعلته بطلا للقارة رفقة منتخب قطر، وهو ما سيكون حافزا لتقديم مستوى مشرف في المشاركة الأولى والتاريخية للعنابي في نهائيات كأس العالم.