قطر تبهر العالم بحفل افتتاح كأس آسيا

في افتتاح مبهر للبطولة القارية، يؤكد قدرة قطر على التألق والإبداع في تنظيم الأحداث الكبرى، كشف حفل افتتاح كأس آسيا قطر 2023، عن الفصل المفقود من رواية كليلة ودمنة، التي تشكل قصصها جسورا ثقافية تمتد بين جميع دول آسيا، وترسم خارطة للمحبة بين شعوبها.

واشتمل الحفل الذي امتد لنصف ساعة على عرض موسيقي مبني على أحد أهم الموروثات الأدبية الآسيوية وهو كتاب “كليلة ودمنة” الذي فرض مكانته في التاريخ عبر العصور والأجيال، ويعتبر إرثاً عالمياً خالداً وكنزاً لا ينضب من العلم والحكمة والمعرفة.

وقد بدأ الحفل بعد تنازلي بعد وصول أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، لتنطلق أولى الفقرات بأغنية دشنت بعدها تفاصيل الجزء المفقود من الرواية المفقودة من قصة “كليلة ودمنة”، وشهد الحفل فقرة للألعاب النارية وسط حضور جماهيري بلغ قرابة 65 ألف متفرج توافدوا على ستاد لوسيل المونديالي.

وتم أيضا أداء أغنية من التراث الشعبي الفلسطيني، قبل أن تهتف الجماهير كلمات من النشيد الوطني الفلسطيني “فدائي .. فدائي” كرسائل دعم للشعب الفلسطيني.

وروى الحفل تفاصيل القصة التي تتكون من 5 فصول قصصية بسردها عبر مفاهيم بصرية شاعرية، دمجت بين إنتاج موسيقي وبناء مسرحي تكنولوجي معاصر وتصميم مبهر للشخصيات والملابس امتد إلهامها من الثقافات المتعددة للدول ال24 المشاركة في البطولة.

كما ناقش الحفل مجموعة من المواضيع المهمة المعاصرة، مع تسليط الضوء على التعايش والاحترام، والاحتفاء بالاختلافات الثقافية المتعددة التي تتماشى مع قيم البطولة والدولة المستضيفة، وتبلور التصميم المسرحي على أرض استاد “لوسيل” المونديالي على فكرة عكس الصورة النمطية للصحراء في الأعمال المعاصرة، وقد أعيد تخيل الصحراء بشكل إبداعي مختلف، ليمهد دخول الحضور إلى عالم غير عالمنا ويبرز سحر عالم وجوهر القصة بلمسة فنية، كما قدم الحفل الكثير من الرسائل المهمة، فمن الصحراء يتعلم الإنسان، حيث تتطاير حبات الرمال بشكل فردي في الهواء ولكنها ما تلبث أن تتلاحم كجسد واحد لتصنع هضابا وجبالاً تواجه الرياح العاتية ومثلما تشكل الصحراء جزءاً من البيئة القطرية، تعكس هذه الصورة المجازية التكاتف الذي يشتهر به أهل قطر.

وكانت إحدى أهم العناصر غير المتوقعة في هذه اللوحة واحة بتلات الزهور، التي خدمت السرد القصصي عبر تمثيل القارة الآسيوية. فمن عمق هذه الواحة تولدت آلات تكنولوجية مبهرة، تضفي بعدا حديثاً للقصة، وتعالت مرآة مكونة من 5 بتلات من تحت تلك الواحة، وقد تم اختيار الرقم 5 بعناية لتمثيل الأقطاب الـ5 للاتحاد الآسيوي، وهي شرق القارة الآسيوية وغربها وجنوبها، ووسطها، وجنوب شرقها.

وتم ربط هذه المرايا بأرضية الاستاد بشكل دقيق، ليتوفر للمؤدين مساحة حرة للتمثيل والتعبير بشكل يحاكي خشبات المسارح العالمية، ومن خلال العرض المسرحي على أرض الملعب، تم بث الحياة في شخصيات كليلة ودمنة، وإحياء عالم القصص السحري بشكل إبداعي وفريد.

وعوضاً عن الاتكال على تصاميم مبهمة الشكل، تم تصميم الشخصيات بشكل سينمائي حديث، يتماشى مع أحدث ما تقدمه أعمال الخيال والفنتازيا على الساحة العالمية.

زر الذهاب إلى الأعلى