علي محسن.. صاروخ اليمن الذي قهر ويست هام الإنجليزي

مليء هو اليمن السعيد بأسماء صالت وجالت على المستطيل الأخضر، هم في ترجمة بسيطة فاكهة كروية تزداد قيمتها كلما مرت عليها السنون، كان أحدها نجم تفرد بقدرة فائقة على المراوغة وترويض الكرة في الهواء وركلها هوائيا من أية وضعية، تخرج من الكلية الحربية برتبة ملازم، وعمل معلما بالكلية الحربية اليمنية، كما شغل منصب مستشار وزير الشباب والرياضة باليمن، أطلق عليه عديد الألقاب: علي أطلس، الصاروخ عابر القارات، أبو الكباتن، قاهر ويست هام الإنجليزي، وغيرها من الألقاب التي التصقت بسفير الكرة اليمنية، وشخصية القرن في اليمن السعيد، علي محسن.

لاعب موهوب بالفطرة، رحل إلى مصر للدراسة الثانوية، رفضته المدرسة الإبراهيمية في العام الأول، فعاش مع أسرة مصرية، ومارس كرة القدم في حواري القاهرة لدرجة لفتت إليه الأنظار، في وقت كان يجوب خلاله الكشافة الحواري المصرية لاكتشاف المواهب، فاكتشفه محمد قنديل في سن 18 سنة، وضمه لأحد قطبي الكرة المصرية نادي الزمالك، وجاء لقاؤه الأول بصفوف الفريق أمام القطب الآخر الأهلي في نهائي كأس مصر، ليحقق الهرم الرابع كما أطلقت عليه جماهير الكرة المصرية التي عشقته بجنون، هدف الفوز 2/1.

انطلق علي محسن بسرعة صاروخية ناسجا قصة نجاح رغم قصرها لازالت عالقة بأذهان المصريين واليمنيين، فحقق لقب هداف الدوري المصري لـ3 مواسم متتالية، 1960، 1961، 1962، وهو صاحب الهدف الأروع أمام النادي المصري البورسعيدي، حين تلقى كرة على خط الـ18 والتف ودار بها وثبتها بصدره وعلى الطائر هدفا عالميا.

حظي علي محسن بحب المصريين على مختلف توجهاتهم فطالبوا بمنحه الجنسية المصرية، ولكنه اعتذر وتمسك بهويته اليمنية، فكان اللاعب الوحيد الذي لعب لمنتخب مصر دون الحصول على الجنسية المصرية.

تعملق علي محسن أمام نجوم العالم، حين استضاف الزمالك ويست هام الإنجليزي، بعد فوز إنجلترا بكأس العالم 1966، ولعب علي محسن ضد قائد إنجلترا بوبي مور، والهداف هيرست، ونجح الزمالك في الفوز 5/1، وتألق المريسي حتى علق نجوم إنجلترا بأنه لاعب عالمي، كما لعب ضد بيليه وبوشكاش وزاجالو وعمو بابا.

وبشكل مفاجئ ووسط هذا التوهج، عاد المريسي إلى اليمن، وعمل مدربا، فقاد الشعب، الميناء، الهلال، وعدن، كما درب المنتخبات اليمنية وحقق معها انتصارات وإنجازات.

كما عمل أيضا مدربا لهورسيد الصومالي، موسمي 1972، 1973، محرزا معه بطولة الدوري، وبطولة شرق أفريقيا، ثم أشرف على منتخب الصومال الأول.

رحل علي محسن 26 نوفمبر 1993، في صنعاء، التي أطلقت اسمه على أكبر ملاعبها، كما تنظم مسابقة سنوية باسمه، وأطلق اسمه على الشارع الذي كان يقطنه في مدينة التواهي، ليظل اسم السفير الأول حاضرا بقوة بين مصر واليمن.

زر الذهاب إلى الأعلى