العنابي القطري قبيل المونديال.. تاريخ متميز وطموح بلا حدود

مع استضافة تاريخية للعرس الكروي العالمي في الشرق الأوسط وعلى أراض عربية، واستعداد الدوحة للظهور الأبهى في تاريخ البطولة، يسعى العنابي القطري للاستفادة من عاملي الأرض والجمهور وتحقيق نتائج مشرفة خلال مشاركته الأولى في تاريخ بطولات كأس العالم، وذلك في النسخة الثانية والعشرين التي تنطلق 20 نوفمبر الجاري.

ويدشن العنابي كأس العالم بخوض المباراة الافتتاحية على ملعب البيت أمام الإكوادور، ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضم أيضا هولندا والسنغال.

ومنذ إعلان فوز الملف القطري باستضافة كأس العالم، بدأت خطة تجهيز المنتخب الأول للمشاركة في الحدث التاريخي، بالتوازي مع التحضيرات اللوجستية للمنافسة الرياضية الأكثر أهمية في العالم.

وقد تأسس الاتحاد القطري لكرة القدم عام 1960، وحصل على عضوية الاتحاد الدولي بعد ذلك بـ 12 عاما، وانضم إلى الاتحاد الآسيوي عام 1974.

ولعب منتخب قطر أولى مواجهاته الدولية 27 مارس 1970، وكانت ضد شقيقه البحريني، وانتهت بفوز البحرين 2/1، وسجل مبارك فرج الهدف الوحيد للعنابي.

بينما كان عام 2019 شاهدا على الإنجاز الأكبر في تاريخ الكرة القطرية، والمتمثل في التتويج بلقب كأس آسيا للمرة الأولى بعد أن تغلب العنابي على نظيره الياباني في المباراة النهائية 3/1، خلال النسخة التي استضافتها الإمارات.

ومن أبرز إنجازات العنابي، الفوز ببطولة غرب آسيا عام 2014، والميدالية الذهبية لدورة الألعاب الآسيوية “آسياد قطر 2006”.

وعلى صعيد التصنيف الشهري الذي يصدره الفيفا، كان المركز الأفضل بمسيرة منتخب قطر هو الـ42، وقبل انطلاق كأس العالم المرتقبة خلال أيام، وفي آخر تصنيف، يحتل العنابي المركز الـ48.

وسجل المنتخب القطري حضوره في جميع بطولات كأس الخليج العربي، حيث حصد العنابي اللقب 3 مرات، أعوام 1992 و2004 و2014، واحتل المركز الثاني 4 مرات أعوام 1984 و1990 و1996 و2002، وحل ثالثاً أيضا أربع مرات، أعوام 1974 و1976 و2003 و2009.

ولم يكتف منتخب قطر بالمشاركة في بطولات كأس آسيا، إذ حظي بحضور استثنائي في بطولة كوبا أمريكا الخاصة بقارة أمريكا اللاتينية وكأس الكونكاكاف الذهبية التي تقام في نطاق اتحاد أمريكا الشمالية.

وكان الحضور الأول في البطولة عام 2019، حينما تلقى الاتحاد القطري دعوة رسمية من اتحاد أمريكا الجنوبية “كونميبول” وكانت فرصة مميزة من أجل الاستعداد لخوض المونديال، عبر الاحتكاك بالمنتخبات اللاتينية القوية.

لعب العنابي في المجموعة الثانية، وتعادل في مباراته الأولى مع بارجواي 2/2، قبل أن يخسر مباراتيه الأخريين أمام كولومبيا والأرجنتين.

وفي العام ذاته، وافق الاتحاد القطري على دعوة مماثلة من اتحاد الكونكاكاف للظهور في الكأس الذهبية عام 2021، ووصل العنابي للدور قبل النهائي، بعد تعادله مع بنما وفوزه على غيرانادا وهندوراس في دور المجموعات، ثم تجاوز السلفادور بدور الثمانية، قبل أن يخسر بصعوبة من الولايات المتحدة بالمربع الذهبي.

وقد برز لاعبون كثر بقميص العنابي، أبرزهم: مبارك عنبر ومنصور مفتاح وخالد سلمان ومحمد وفا ومبارك مصطفى وإبراهيم خلفان وعبد العزيز حسن وماجد الصايغ وعادل خميس، ويُعتبر سيباستيان سوريا، من أبرز لاعبي المنتخب التاريخيين، كونه يتصدر قائمة هدافي العنابي برصيد 40 هدفا، ويسعى المعز علي بقوة لتحطيم هذا الرقم.

وخلال المونديال القادم يعوّل المنتخب القطري خلال مشاركته على لاعبين يمثلون العنابي منذ سنوات، مثل أكرم عفيف وحسن الهيدوس وعبد الكريم حسن (أفضل لاعب بآسيا عام 2018) والمعز علي (هداف كأس آسيا 2019) وبوعلام خوخي وبسام الراوي وعبد العزيز حاتم وحارس المرمى سعد الشيب.

وتولّى المدرب الحالي للعنابي الإسباني فيليكس سانشيز مهمة تدريب منتخب قطر 3 يوليو 2017، وترك بصمة واضحة على صعيد أداء ونتائج المنتخب، مستفيداً من إشرافه على جُل لاعبي المنتخب الأول خلال فترة قيادته لمنتخب الشباب، وجاء سانشيز، بدلاً من الأورغوياني خورخي فوساتي، في الأمتار الأخيرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018.

ولم يخض سانشيز أية تجربة خارج قطر، التي بدأ فيها من أكاديمية أسباير، ثم وضع منتخب الشباب على منصة التتويج بالفوز بكأس آسيا تحت 19 عاما في 2014.

قاد سانشيز العنابي في 68 مباراة، فاز في 34 منها بينما تعادل 13 مرة، وخسر 21 مباراة، وسجّل المنتخب تحت إشرافه 113 هدفا، واستقبلت شباكه 85 هدفا، وفي 6 مايو 2019، مدد الاتحاد القطري عقد سانشيز، ليبقى على رأس عمله حتى انتهاء مشاركة المنتخب في نهائيات كأس العالم 2022.

ويدشن العنابي مشاركته الأولى بالمونديال كونه البلد المضيف، ضمن المجموعة الأولى بمواجهة الإكوادور، وسيتعين عليه مقارعة السنغال (بطل أفريقيا 2021) بالمباراة الثانية 25 نوفمبر على ملعب “الثمامة” ثم يُنهي دور المجموعات بلقاء قوي ضد هولندا يوم 29 من نفس الشهر، على ملعب البيت، وتنتظر الجماهير العربية ظهور العنابي بشكل يقوي يمنح البطولة زخما كبيرا رفقة الأخضر السعودي كممثلين للكرة الخليجية آملين وصول المنتخبين إلى أبعد نقطة ممكنة، وتحقيق إنجاز غير مسبوق للكرة الخليجية خاصة والعربية بشكل عام.

زر الذهاب إلى الأعلى