يونس أمان في حوار لـAGCFF: دورات كأس الخليج ساهمت في وصول العديد من المنتخبات الخليجية إلى كأس العالم

>> الحديث عن دورات الخليج حديث ذو شجون فدورات الخليج بطولة كأس عالم من ناحية المتابعة للأسر والشغف الذي يظهر على اللاعبين والجماهير

>> ساهمت دورات الخليج في تأسيس البنية التحتية من ملاعب ومنشآت وفي إظهار نجوم الخليج إعلاميا والتعريف بهم

>> مسيرتي في ظفار مسيرة الحب والاحترام والإنجازات والبطولات وهو يمثل لنا بيت الأسرة الكبير

>> أقرب البطولات إلى نفسي كأس جلالة السلطان عام 1981، عند فوزنا على الملك النصراوي

>> تلقيت عروضًا عدة أبرزها من الهلال السعودي والعين الإماراتي والعربي القطري والأهلي المصري وبورتو البرتغالي

أحد ألمع نجوم الكرة العمانية في ثمانينيات القرن الماضي، هداف من طراز رفيع، يحمل في جعبته العديد من الألقاب الفردية فضلا عن الجماعية، فهو هداف الدوري العماني، وهداف كأس جلالة السلطان لخمسة مواسم، وهداف بطولة الخليج للأندية، وهداف العرب، كما خاض 3 دورات لكأس الخليج، إنه نجم من الزمن الجميل للكرة العمانية، يونس أمان الذي يستضيفه اتحاد كأس الخليج العربي في حوار يلقي الضوء على مسيرته الكروية وأهم محطاتها.

س: نجم الكرة العمانية يونس أمان، كيف بدأت حكايتك مع الكرة؟ وكيف أثرت بيئة ظفار في موهبتك؟

أنا مواليد 1965 في صلالة، بدايتي كانت في الحارات والأماكن القريبة من البيت، وكذلك المدرسة السعيدية بصلالة، وكان أقرب الأماكن والملاعب إلى قلبي لممارسة الكرة في الحارة هو منزل أسرة بيت السيل الغساني في الدرب الكبير، حيث قدمت هذه الأسرة العريقة كل الدعم النفسي والمعنوي لنا كأطفال عاشقين لكرة القدم، وأتذكر جيدا نظرات معالي الأستاذ الوالد حفيظ بن سالم الغساني لنا وهو يراقبنا ونحن نلعب ببراءة وشغف، وبدون انزعاج بل كان الفرح باديا دائما على وجهه، وكأنه يستشرق المستقبل الرياضي لي أنا وزملائي والذين مثل معظمهم نادي ظفار فيما بعد.

وكان للمدرسة السعيدية ومدرسيها فضل كبير علينا أنا وزملائي، وخاصة الأستاذ فوزي السقا وهو مصري، كان يدرب نادي ظفار 1976 وفاز مع ظفار بأول بطولة لكأس جلالة السلطان، وهو الذي وجهني إلى نادي ظفار، موطن أسرتي الظفراوية، حيث تربيت في منزل أخوالي في صلالة الوسطى وهي معقل الزعيم الظفراوي.

وفي موسم 1977/1978 لعبت لناشئي ظفار والفريق الأول 1978/1979، كما لعبت لمنتخب المدارس في المحافظة.

وطبعا في حكايتي لابد أن أشير إلى البيئة الجيدة والمناسبة في نادي ظفار والتي ساعدت كثيرا في نشأتي أنا وكل زملائي في النادي وساعدتنا على الإبداع والتألق وعلمتنا الانضباط والاحترام والتواضع مع الجميع قبل البطولات والفوز، وهذا ما نشأنا عليه في النادي، وخاصة أن نجوم ظفار في السبعينيات كانوا قدوة للأجيال التي لعبت بعدهم، وتشرفت أنا شخصيا باللعب مع مجموعة كبيرة من أبطال السبعينيات ولهم كل التقدير والاحترام.

س: مسيرة كبيرة رفقة الزعيم ظفار، ماذا يمثل لك النادي؟ وما أقرب بطولة إلى قلبك حققتها رفقته؟

مسيرتي في ظفار مسيرة الحب والاحترام والإنجازات والبطولات، وهو يمثل لنا بيت الأسرة الكبير، وأقرب البطولات إلى نفسي هي كأس جلالة السلطان عام 1981 بعد فوزنا على الملك النصراوي في النهائي.

س: ما حكاية هذا النهائي أمام النصر؟

أصل الحكاية أن المباراة ديربي الجارين الكبيرين في محافظة ظفار، وثانيا أن النصر كان بطل الدوري، وظفار كان حامل الكأس 1980، الأول يريد أن يجمع الدوري والكأس وتحقيق الفوز على ظفار، والثاني يريد الاحتفاظ بالكأس، كان النصر يضم 8 لاعبين في المنتخب الأول، حمتوت ومفلح وسعيد فايل وسعيد بابجور ومحمد مصيدح وعبدالرحمن جادح وعبدالعزيز جادح ورجب صنجور، أما نادي ظفار فكان يضم لاعبين فقط، كابتن ظفار سالم عوض فريجون (جورج)، ويونس أمان، وجاءت البداية لنجوم النصر وأحرزوا هدفين خلال العشرين دقيقة الأولى من الشوط الأولى عن طريق هلال الشنفري وعلى نوح مقيبل.

ثم سجلت أنا هدف تقليص الفارق وانتهى الشوط الأول، ثم أحرزت هدفين في الشوط الثاني، وكان الهدف الثالث في الوقت الإضافي وانتهت هذه الملحمة التاريخية بفوز ظفار 3/2 وتسجيل يونس الهاتريك، بالطبع من أجمل الذكريات الشخصية، وكنت قبل المباراة بأسبوع قد رزقت بابني البكر (أسامة)، وبشرني الشيخ سيف الرواس رئيس نادي ظفار، وتفاءلنا بأسامة وأحرزنا الكأس وحصلت على لقب هداف البطولة.

ومن ذكرياتي الجميلة عام 1981، استقبالنا في صلالة بعد اللقب، كان استقبالا غير عادي بل كان تاريخيا، وهذه حكاية نهائي 1981 من وجهة نظري الشخصية.

س: حدثنا عن الثلاثي يونس أمان، غلام خميس، وناصر حمدان؟

هذا الثلاثي، تربطنا العلاقات الأسرية وهناك حب وود بيننا وتفاهم كبير خارج وداخل الملعب، منذ عام 1981 لعبنا سويا وغلام رحمة الله عليه، كان أكبر سنا مني أنا وناصر وكان نجما كبيرا ومثلا وقدوة لأبناء جيله، لعبنا معا لمنتخب الشباب في كأس آسيا للشباب في النيبال 1982، وكذلك كأس فلسطين للشباب في المغرب 1983.

كما لعبنا في دورات كأس الخليج: السابعة في مسقط 1984، والثامنة في البحرين 1986، والتاسعة في الرياض 1988، ولكن غلام وناصر قد شاركا في خليجي 6 بأبوظبي 1982، وأنا غبت عن هذه البطولة لمرض والدي، دائما علاقتنا قائمة على الاحترام المتبادل.

وأعتبر غلام وناصر من أفضل نجوم الكرة الخليجية، وقد شاركا ضمن منتخب العرب في قطر، وأنا شاركت ضمن منتخب العرب في قطر 1988 ضد بايرن ميونخ، وشاركت أيضا بمنتخب عرب آسيا وأفَريقيا في اليوم الأولمبي العربي 1989 بالقاهرة.

س: أول إنجاز خارجي للكرة العمانية ببطولة أندية أبطال الخليج التي كنت هدافا لها وحققتم البرونزية، شعورك بالمشاركة في أول إنجاز للسلطنة بالخارج؟ وحكاية العروض الاحترافية؟

صحيح أن ظفار شارك في بطولة أندية الخليج في الرياض 1986، باستضافة نادي الهلال وهي المشاركة الثانية لظفار بعد المشاركة في 1983، وقد غبت عن مشاركة الزعيم بسبب الإصابة وإجراء عملية الغضروف في البرازيل 1983، ولكن المشاركة الثانية في الرياض كانت مختلفة، حيث تألق لاعبو ظفار وأحرزوا أول ميدالية للسلطنة خارجيا وحصلنا على المركز الثالث بعد الهلال السعودي البطل والعربي القطرى الوصيف، وأحرزت أنا لقب هداف البطولة برصيد 4 أهداف.

كما حصل نجم الفريق وحارس المرمى الدولي حامد عبدالرزاق على جائزة أفضل حارس، وفي افتتاح البطولة واجهنا فريق العربي الكويتي بطل البطولة الأولى علما بأن هذه هي البطولة الرابعة، وفزنا على العربي الكويتي 4/2، وقد سجلت هدفين ورشيد جابر هدفين، وسجلت أسرع أهداف البطولة في الدقيقة الأولى، فخرجت جماهير السلطنة إلى الشوارع والميادين فرحة بالفوز والانتصار على الكرة الكويتية.

ولاقى الفريق عند عودته استقبالا رسميا وشعبيا في مسقط وصلالة معقل الزعيم ظفار واستمرت هذه الأفراح أكثر من عشرة أيام، وكذلك التكريم من المغفور له وطيب الله ثراه جلالة السلطان قابوس.

كانت أياما جميلة، لا يمكن نسيانها، وساهم هذا الإنجاز في تغيير وجه الكرة العمانية إلى الأحسن والأفضل.

أما عن العروض الخارجية، نعم كانت هناك عروض من أندية الخليج مثل الهلال السعودي والعربي القطرى والعين والنصر الإماراتيين، وكذلك عرض من الاتحاد السعودي وأندية أوروبية، في البرتغال، بورتو وجيماريش، وعروض من الزمالك والأهلي والاتحاد السكندري، ولكن كل هذه الرغبات والعروض لم تجد القبول من القائمين على الرياضة في السلطنة حيث لم يكن الاحتراف معمولا به في عمان.

س: هل تعرض كثير من نجوم عمان للظلم بسبب غياب الاحتراف؟ ومن من النجوم القدامى كان ليتألق خارجيا؟

لا أستطيع أن أقول أن كثيرا من اللاعبين العمانيين ظلموا بسبب عدم السماح لهم بالخروج والاحتراف الخارجي، وذلك لعدم توفر نظام الاحتراف، ولكن أقول إن العديد منهم امتلك الموهبة والذكاء وكان قادرا على التألق الخارجي، ولكن القوانين كانت العائق في احتراف أسماء كثيرة جدا.

س: حدثنا عن بطولات كأس الخليج، وكيف تتذكر هدفك الأجمل في مرمى سالم مروان، وماذا يمثل لك هذا الهدف؟

الحديث عن دورات الخليج حديث ذو شجون، فدورات الخليج بطولة كأس عالم من ناحية المتابعة للأسر، والشغف الذي يظهر على اللاعبين والجماهير، وقد ساهمت دورات الخليج في تأسيس البنية التحتية من ملاعب ومنشآت، وفي إظهار نجوم الخليج إعلاميا والتعريف بهم.

وقد ساعدت في وصول العديد من المنتخبات الخليجية لكأس العالم مثل الكويت 1982، والعراق 1986، والإمارات 1990، وبعدها السعودية لأول مرة 1994، وإنجازات كثيرة قدمتها الكرة الخليجية وذلك بسبب دورات الخليج.

وأنا شاركت لأول مرة في خليجي 7 بمسقط 1984، وسجلت في هذه البطولة أجمل أهدافها أمام الشفيق السعودي، وبعدها شاركت في خليجي 8 بالبحرين 1986، وفي خليجي 9 بالسعودية 1988، وقد سجلنا أول فوز لعمان على المنتخب القطري الشقيق 2/1، وهو فوز تاريخي، حيث كانت المنتخبات الخليجية أفضل المنتخبات الآسيوية، وشهد هذا اليوم ولادة إحدى بنات الأخ غلام خميس وكانت فرحة مضاعفة بتسجيلي أنا وغلام هدفي الفوز على المنتخب القطري.

 

زر الذهاب إلى الأعلى