محمد الدعيع.. صانع الأمجاد السعودية الذي زين موسوعة جينيس

ظاهرة الأرض، الأخطبوط، عملاق آسيا، البرج الآسيوي، أسطورة المجد، صاحب القفاز الذهبي، النجم الملكي، الحارس المطاطي، ملك الحراس، وغيرها الكثير والكثير من الألقاب التي أطلقت على واحد من أفضل حراس الكرة العربية والعالمية، اللاعب السعودي والعربي والآسيوي الأول الذي جمع كأس الخليج وكأس العرب وكأس آسيا والأولمبياد الإسلامي والوصول إلى مونديال كأس العالم، عميد لاعبي العالم محمد عبد العزيز دعيع الشمري الذي ولد 2 أغسطس 1972 بمدينة حائل، في عائلة رياضية كبيرة، إذ إن أشقاءه دعيع وخالد وفهد لعبوا لنادي الطائي وكانوا نجومًا بارزين، وكذلك عبد الله الدعيع حارس الطائي والهلال، كما أن ابن أخيه بدر كان حارسا للنصر، وابن أخيه الآخر سلطان مدافع نادي الشعلة.

مارس كرة القدم منذ أن كان صغيرا، وكان يتخذ الهجوم مركزا له حيث كان تسجيل الأهداف ومراوغة الدفاع هوايته، ولكن دفعه المدرب الوطني الطلال محمد إلى الالتحاق بكرة اليد كحارس، وبالفعل سجل لفترة بنادي الطائي في حائل وكان يبلغ من العمر ثمانية أعوام.

قدم مستويات مذهلة مع ناشئي الطائي، ليتم استدعاؤه إلى منتخب الناشئين ليشارك أساسيًا كحارس مرمى في كأس العالم 1989م، وفي أسكتلندا أنقذ الدعيع المنتخب من الخسارة وتصدى لضربات الجزاء الترجيحية، وتم تصعيده لفريق الشباب ليشارك في البطولات التي أقيمت بين عامي 1989م و1991م، وقد تمكن من أن يحقق مع المنتخب كأس الصداقة الدولية ويحصل على أفضل حارس، ويشارك مع المنتخب الشاب في بطولة فلسطين ويحصل على أفضل حارس، بعدها تعرض لإصابة في الرباط الصليبي، تشافى منها بعد أن ابتعد فترة طويلة للعلاج عن ممارسة كرة القدم امتدت لما يقارب عامين.

عاد الدعيع بعد الإصابة في 1993م ليشارك مع الفريق الأول للطائي ومع المنتخب السعودي، وأعلن المدرب الوطني محمد الخراشي عن ضمه للأخضر السعودي وكان عمره 20 عامًا، واستدعي للمشاركة في تصفيات كأس العالم، وفي تلك التصفيات أنقذ المرمى السعودي وساهم مع زملائه في التأهل لكأس العالم 1994، حينما تغلب المنتخب السعودي على إيران، شارك المنتخب السعودي في 5 مباريات ولم يدخل مرمى الدعيع سوى 6 أهداف في تلك التصفيات التي ضمت منتخبات قوية.

في صيف 1994م اتجه المنتخب السعودي إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة بكأس العالم، وأمام هولندا توقفت خطورة بيرجكامب وتسديدات يوكمان على يدي وقدمي الدعيع، وأمام المغرب أنقذ المنتخب من عدة أهداف محققة، وفي مواجهة بلجيكا نجح في إيقاف النجوم البلجيكية مثل انزو شيفو، ليتأهل المنتخب إلى دور ال16 في إنجاز غير متوقع، ولكنه خسر أمام السويد في دور ال8، وخرج المنتخب السعودي من كأس العالم بستة أهداف خلال أربع مباريات بمعدل 1.5 في المباراة الواحدة، وذلك خلال أول مشاركة للدعيع وللمنتخب في كأس العالم، واختاره الاتحاد الدولي ضمن نجوم العالم في تلك البطولة، وضمن أفضل حراس العالم.

ثم توجه الأخضر إلى الإمارات للمشاركة في كأس الخليج 1994، وهناك قاده الدعيع إلى إنجاز جديد، حيث حقق المنتخب أول كأس خليجية، لم يدخل مرمى الدعيع سوى أربعة أهداف خلال خمس مباريات بمعدل 0.8 هدف في المباراة الواحدة، وفي 1995 استدعي الدعيع ليكون الحارس الأساسي للمنتخب في كأس القارات للمنتخبات في الرياض، وخسر مباراتين ودخل مرماه أربعة أهداف وكان لتواضع مستوى المنتخب دور في ذلك، ثم جاءت المشاركة في تصفيات الكأس الآسيوية، ونجح الدعيع في أن يقود المنتخب إلى نهائيات كأس آسيا المقامة في الإمارات، حيث لعب الأخضر ثلاث مباريات وتمكن من التأهل لكأس آسيا ومرماه خال من الأهداف.

في الإمارات حقق المنتخب السعودي، كأس آسيا 1996، حيث تجاوز الصين، ثم واجه في دور الأربعة المنتخب الإيراني ليتأهل السعودي للمباراة النهائية أمام الإمارات صاحب الأرض والجمهور، وفي مباراة صعبة اتجهت إلى ضربات الترجيح، تصدى الدعيع للضربات الإماراتية، ليحقق الأخضر اللقب ويحقق الدعيع أفضل حارس في البطولة.

ومع بداية 1997م بدأت التصفيات الأولية لكأس العالم، ولم يدخل مرمى محمد الدعيع سوى هدف وحيد خلال ست مباريات، وفي التصفيات النهائية شارك مع المنتخب وتأهل مباشرة لكأس العالم للمرة الثانية على التوالي بعد أن تصدر مجموعته، ودخل مرمى الدعيع ستة أهداف خلال ثماني مباريات، ثم شارك المنتخب في كأس القارات الثالثة عام 1997م والتي استضافتها السعودية، ولكن خرج المنتخب من هذه البطولة خالي الوفاض، حيث واجه منتخبات قوية مثل المنتخب البرازيلي وأبرز مهاجميه رونالدو وروماريو.

في كأس ولي العهد وصل الدعيع مع الطائي إلى النهائي أمام الإتحاد وخسر الطائي اللقب، بعد ذلك توجه محمد الدعيع مع المنتخب للمشاركة في كأس العالم 1998م في فرنسا، وخسر السعودي أمام الدنمارك بهدف، وأمام فرنسا بأربعة أهداف، وتعادل مع جنوب أفريقيا، وفي هذه البطولة اختير الدعيع كأفضل لاعب سعودي في مباراة المنتخب أمام فرنسا، ثم شارك المنتخب السعودي في كأس الخليج 1998م ولكنه خسر اللقب ولم يدخل مرمى الدعيع سوى هدفين.

توجه المنتخب إلى قطر للمشاركة في كأس العرب 1998م، وفي تلك البطولة نجح الدعيع في أن يساهم مع زملائه في تحقيق اللقب العربي لأول مرة، بعدها توجه المنتخب للمشاركة في كأس القارات الرابعة بالمكسيك عام 1999م، وهناك تعرض لخسارة بالثمانية من المنتخب البرازيلي وعاد الأخضر أدراجه بانتصار يتيم على المنتخب المصري.

انتقل الدعيع للهلال ولم يمر على انتقاله سوى 4 أشهر إلا وهو يرفع كأس المؤسس في بطولة لا تقام إلا كل 100 عام، بعدها حقق الهلال بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بثلاثة أهداف لهدفين أمام جابيلو ايواتا الياباني.

وفي عام 2000م شارك الدعيع مع المنتخب في كأس الأمم الآسيوية بلبنان، وخسر المنتخب النهائي أمام اليابان بهدف وحيد، ثم حقق الدعيع مع الهلال بطولة الصداقة بالفوز على منتخب عسير بركلات الجزاء، ثم كأس الأندية العربية أبطال الكؤوس أمام النصر بهدفين لهدف، ومن ثم كأس السوبر الآسيوية أمام شميزو الياباني، ومن ثم بطولة النخبة العربية، وحقق الدعيع مع الهلال بطولة الرئيس حسني مبارك أمام الإسماعيلي.

حرمت الإصابات الدعيع من المشاركة في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2002، ولكنه تمكن من أن يشكل ثقلا كبيرا ويشارك في المباريات المهمة والأخيرة، علمًا أنه شارك في التصفيات الأولية ولم يدخل مرماه أي هدف، وفي عام 2002 شارك المنتخب في كأس الخليج والتي استضافتها السعودية، وكاد الأخضر يفقد اللقب، لكنه استطاع أن يحققه للمرة الثانية، عاد الدعيع ليشارك مع الهلال وحقق معه كأس آسيا 2002م، وفي أقل من أسبوعين يتوجه إلى جدة لمواجهة الإتحاد في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين وحقق الزعيم البطولة، ولكن تعرض محمد الدعيع حينها لإصابة في اليد.

وفي كأس العالم 2002، خرج المنتخب بمشاركة الدعيع بخسائر قاسية جدًا منها ثمانية ألمانية، وبعدما أعلن الدعيع اعتزاله دوليًا، عاد ليشارك مع الزعيم ليحقق كأس ولي العهد عام 2003، وفي 2005 عاد الدعيع لتمثيل المنتخب السعودي في كأس الخليج ليخرج المنتخب من الدور الأول، ولكنه تعرض لإصابات مختلفة، وبعد أن تشافى منها اختاره المدرب ناصر الجوهر ليقود المنتخب في الدورة الإسلامية الدولية الأولى المقامة بالسعودية نهاية 2005، لينجح في تحقيق الميدالية الذهبية ويكون بذلك هو اللاعب السعودي والعربي والآسيوي الوحيد الذي يجمع البطولات العربية والآسيوية والإسلامية والعالمية.

عاد الدعيع للمشاركة مع الهلال، وحقق كأس ولي العهد عام 2006 أمام الأهلي، استدعي محمد الدعيع ليشارك مع المنتخب في كأس العالم 2006 وعلى الرغم من أنه كان الحارس الأساسي في المباريات الودية، إلا أن المدرب باكيتا اختار مبروك زايد ليكون الحارس الأساسي في كأس العالم، حَرمه باكيتا من المشاركة عالميًا فما كان منه إلا أن يعلن بعد خروج المنتخب من كأس العالم 2006 اعتزاله الدولي رسميًا مع سامي الجابر ليودع المنتخب.

وفي موسم 2008 حقق الهلال كأس ولي العهد أمام الإتفاق، كما حقق بطولة الدوري، وكان الدعيع قد أعلن اعتزاله رسميًا بعد نهاية نهائي كأس ولي العهد، ولكن الملك سلمان بن عبد العزيز رفض قراره، وطالبه بالاستمرار في الملاعب ليكمل مع الهلال عامه العاشر وعامه ال22 في الملاعب، في موسم 2008/2009، نجح الدعيع في تحطيم الأرقام القياسية، حيث نجح في المحافظة على شباكه نظيفة لأكثر من 4 مباريات، وأيضًا حقق كأس ولي العهد دون أن يدخل مرماه أي هدف وبذلك يكون هو الحارس الذي استطاع أن يحقق بطولتين رسميتين دون أن يدخل مرماه أي هدف عامي 2000 و2009، وكان الدعيع قد نجح في أن يحطم رقما قياسيا آخر، حيث أنهى الموسم الرياضي ولم يتلق مرماه سوى 9 أهداف.

في موسم 2009/2010، حقق بطولة الدوري قبل النهاية بثلاث جولات، كما حقق الموج الأزرق كأس ولي العهد، ودعم أولمبي الهلال للوصول إلى نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد، وعلى المستوى الخارجي تاهل إلى دور ال8 آسيوياً، وقبل انطلاق موسم 2010/2011، قرر محمد الدعيع الاعتزال رسميًا.

الإنجازات

جائزة أفضل حارس مرمى في كأس فلسطين ببغداد 1989م.

أفضل حارس في كأس الصداقة الدولية بعمان 1989م.

ثالث أفضل حارس عالميا في الدور التمهيدي لكأس العالم 1993م.

جائزة فيفا ضمن أفضل 10 حراس بكأس العالم عام 1993م.

أفضل حارس في كأس آسيا 1996م.

اختير ضمن أفضل لاعبي القارة الآسيوية لعام 1996م.

جائزة أفضل حارس في كأس الخليج 1998م.

اختير ضمن أفضل عشرة حراس في العالم بعد مونديال فرنسا 1998م.

شارك مع نجوم العالم ضد نجوم أوروبا في مباراة لنجوم مونديال 1998م.

جائزة أفضل حارس في كأس آسيا 2000م

لقب حارس القرن في آسيا عام 2000م

أفضل سابع حارس في العالم عام 2000م

جائزة أفضل حارس في كأس الخليج للأندية 2000.

جائزة أفضل حارس في كأس البطولة العربية للأندية عام 2001م.

جائزة أفضل حارس في كأس ألصداقه الدولية 2001م

أفضل حارس في كأس الخليج 2002م.

أفضل حارس في كأس آسيا للكوؤس الآسيوية 2002م.

اختارته صحيفة “لوكوبيزي الإيطالية” ضمن أفضل عشرة حراس في العالم عام 2004، وجاء سابعا.

لقب أفضل حارس في السعودية مرارًا وتكرارًا آخرها عام 2008م.

اختاره الاتحاد الدولي ليدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكثر لاعب في العالم خدم بلاده.

حصل على لقب عميد لاعبي العالم عام 2006م

اختاره فيفا كأفضل حارس مرمى في آسيا عبر التاريخ.

جاء في المرتبة 39 ضمن أفضل وأبرز وأشهر حراس المرمى عالميًا عبر التاريخ من قبل موقع فيفا للإحصاء.

الحارس الآسيوي والعربي الوحيد الذي أطلق عليه موقع الاتحاد الدولي لقب الأسطورة.

أفضل لاعب موسم 2007/2008م.

أفضل حارس موسم 2008/2009م.

ضمن أفضل عشرة حراس بالعالم في تاريخ الكرة من قبل قناة CCN.

جائزة المفتاحة لأفضل رياضي عام 2010.

وفي 22 يونيو 2010 أعلن محمد الدعيع خلال موقعه الرسمي، اعتزاله اللعب رسميًا، ليطوي الحارس الأسطوري مسيرة 22 عامًا من التميز مع زعيم الأندية والمنتخب السعودي.

زر الذهاب إلى الأعلى