بدر المطوع.. مسيرة الحارس الهداف عميد لاعبي العالم
أحد أساطير الخليج العربي والشرق الأوسط وآسيا، وصفه النجم بشار عبدالله بأنه الحسنة الوحيدة التي جنتها الكرة الكويتية والمنتخب الوطني في السنوات الأخيرة، وقال عنه باولو سيزار: لاعب من طراز العمالقة، وغيرها من أقاويل النجوم والمدربين، وهو بدوره لم يخيب الظن به، اجتهد طبلة مسيرته الحافلة حتى انفرد بلقب عميد لاعبي العالم بعدما وصل إلى مشاركته رقم 196 الدولية عقب مشاركته في مباراة الأردن في ختام التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2023.
إنه النجم بدر المطوع، الذي بدأ حياته الكروية حارسا للمرمى بصفوف ناشئي القادسية الكويتي 1994،ثم تحول إلى مركز المهاجم ليصبح أكثر اللاعبين مشاركة في المباريات الدولية، متجاوزا الماليزي تشين آن، بفارق مباراة واحدة.
وأحرز بدر المطوع خلال مشاركاته الدولية 55 هدفا، وشارك أمام 55 منتخبا، وكان في أغلب مشاركاته علامة فارقة.
بدأت مسيرة بدر أحمد المطوع الذي ولد بمدينة الكويت في 10 يناير 1985، مطلع الألفية الثالثة، مع جيل ذهبي للقادسية، ومنتخب الكويت إذ توج بلقب خليجي 20، ويبلغ الآن 38 عاما، وبات على وشك إعلان اعتزاله دوليا، بعد انتهاء مشاركة الأزرق في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2023.
ضمه المدرب البرازيلي باولو سيزار كاربجياني للمنتخب الأول في 2003، وكان عمره 18 عاما فقط، وكان قد شارك مع الأزرق الأولمبي في تصفيات أولمبياد أثينا وأولمبياد بكين،وسطع نجمه في خليجي 16 بالكويت، وقد شارك في عدة نسخ من البطولة منذ 2003 وحتى خليجي 24 في 2019.
سجل المطوع ظهوره في كأس الخليج( الأكثر مشاركة بها)، في 2004(خليجي 17)، بقطر والتي أكد فيها مرة أخرى أنه مهاجم قناص من نوع خاص عندما نجح في تسجيل هدفين في مرمى المنتخب السعودي وآخر في شباك اليمن.
وشارك للمرة الثالثة، في كأس الخليج 2007 (خليجي 18)، التي أقيمت في الإمارات وتمكن مرة أخرى من التسجيل في مرمى اليمن وهدف آخر في شباك الأبيض الإماراتي، واصل المطوع تألقه اللافت في كأس الخليج بظهوره الرابع على التوالي في خليجي19 التي أقيمت في عمان 2009، وخطف الأنظار إليه في المباراة الافتتاحية، ويعتبرخليجي 20 الأفضل في مشوار بدر المطوع بعد أن نجح في قيادة منتخب بلاده للفوز باللقب بتسجيله هدفين في شباك اليمن وهدفاً في مرمى أسود الرافدين قاد به الأزرق إلى المباراة النهائية.
وفي 2013، ظهر بدر المطوع للمرة السادسة في كأس الخليج ونجح مرة أخرى في تسجيل هدف في مرمى المنتخب اليمني بدوري المجموعات لكن المنتخب الكويتي غادر البطولة من نصف النهائي عندما خسر أمام الإمارات.
وفي خليجي 22، تمكن بدر المطوع من الوصول مجدداً إلى الشباك بتسجيله هدفاً في مرمى المنتخب الإماراتي في دوري المجموعات ليرفع رصيده حينها إلى 12 هدفاً في تاريخ مشاركاته.
يذكر أن بداية المطوع مع الأزرق كانت من سنغافورة، ففي 4 سبتمبر 2003، اختاره باولو سيزار كاربيجياني للمشاركة في التشكيلة الأساسية للمنتخب بمواجهة سنغافورة على الملعب الوطني في سنغافورة ضمن تصفيات كأس آسيا 2004، ما كان يمثل نوعاً من المخاطرة نظراً لأنها كانت المباراة الأولى للبرازيلي التي يقود فيها المنتخب الكويتي، ولكن المطوّع كان عند حسن ظن كاربيجياني بعدما قاد الكويت للفوز 3/1 وسجّل هدفاً في ظهوره الدولي الأول بالقميص الأزرق.
بعدما قاد المطوّع المنتخب الكويتي للتأهل إلى كأس آسيا 2004 التي أقيمت في الصين، شارك في تلك النسخة من البطولة إلى جانب نسختي 2011 و2015 على الرغم من أن المنتخب الكويتي فشل في التأهل من مرحلة المجموعات في النسخ الثلاث.
وبعد مرور ستة أشهر على مشاركته الدولية الأولى، خاض المطوّع مباراته الأولى ضمن تصفيات كأس العالم وكان ذلك في التصفيات المؤهلة إلى ألمانيا 2006 بمواجهة ماليزيا وقد أعطى التقدّم لمنتخب بلاده في تلك المباراة ليقوده للفوز بثنائية نظيفة.
توالت مشاركات المطوّع بعد ذلك في التصفيات المؤهلة إلى العرس العالمي، حيث لعب العديد من المباريات في التصفيات المؤهلة إلى جنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014 وروسيا 2018 قبل أن يُشارك مؤخراً في التصفيات المؤهلة إلى قطر 2022 والتي خرج منها الأزرق مبكّراً.
عند استئناف التصفيات المؤهلة إلى قطر 2022، كان المطوّع يبعد ثلاث مباريات عن أحمد حسن الذي اعتلى عرش العمادة في 2012، وقد شارك كبديل في مباراتي أستراليا والأردن قبل أن يبدأ أساسياً في المواجهة الأخيرة أمام الصين تايبيه ليُعادل بذلك الرقم الذي حقّقه المدافع المصري الدولي السابق قبل تسع سنوات.
ورُغم هذا الإنجاز الكبير، إلا أن خروج المنتخب الكويتي من التصفيات المؤهلة إلى العرس العالمي كان وقعه مؤثراً على المطوّع الذي انخرط بالبكاء فور إطلاق صافرة نهاية مباراة الكويت مع الصين تايبيه ليضيع بذلك حلمه بإنهاء مسيرته على المسرح الدولي.
ولكن كان هناك بعض العزاء للمطوّع بعدما قام رئيس الاتحاد الكويتي الشيخ أحمد اليوسف بتكريمه قبل السفر إلى قطر لخوض مباراة البحرين، حيث واصل المطوع كتابة التاريخ وانفرد بصدارة أكثر اللاعبين مشاركة مع منتخبات بلادهم في العالم.
الإنجازات
بدأ بدر المطوع مع الفريق الأول في نادي القادسية عام 2002، ولعب في نهائي كأس الأمير 2003/2004 مقابل نادي السالمية ونال مع فريقه الكأس، كما لعب في كأس الأمير لموسم 2006/2005 وسجل أربعين هدفًا، وشارك في كأس الخليج للأندية 2009/2008، وحصل على لقب هداف البطولة، وحاز بدر على جائزة هداف الدوري الكويتي في موسم 2009/2008 برصيد عشرة أهداف، كما لعب للنصر السعودي وقطر القطري، وكان قاب قوسين أو أدنى من الانتقال للهلال السعودي في أكثر من مناسبة، ولكن في كل مرة لا يكتمل الأمر.
شارك المطوع مع المنتخب الكويتي في كأس آسيا 2004، إلا أن المنتخب خرج من الدور الأول، وشارك أيضًا في كأس آسيا 2007 وخرج المنتخب من التصفيات.
في 11 مايو 2007 انتقل بدر المطوع إلى نادي قطر القطري على سبيل الإعارة، حيث لعب في بطولة كأس أمير دولة قطر، إلا أن نادي قطر خسر أمام نادي السد، ولكن المطوع ترك انطباعًا رائعًا بلعبه المحترف بشهادة مدرب الفريق.
تم ترشيح بدر المطوع لنيل جائزة أفضل لاعب آسيوي مرتين متتاليتين، في المرة الأولى حصل على المركز الثاني بعد القطري خلفان إبراهيم، وفي الثانية تم استبعاده لأن القائمة الأخيرة ضمت سبعة لاعبين فقط.