مهدي علي.. مهندس الإنجازات الإماراتية وبطل ثلاثية الأهلي
أحد أبرز المواهب الكروية في تاريخ الإمارات العربية المتحدة خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وأحد أفضل اللاعبين الذين قدمتهم القلعة الحمراء( النادي الأهلي) للساحة الكروية.
إنه المهندس مهدي علي رضا، الذي ولد بدبي في 20 أبريل 1965، وبدأ مسيرته مع الكرة في سن مبكرة جدا، حيث التحق بمدرسة الكرة بالنادي الأهلي بسن الثامنة، وتدرج في المراحل السنية للنادي حتى انضم للفريق الأول موسم 1984/1985، فرافق أهم وأبرز نجوم النادي، عبدالرزاق إبراهيم، صلاح راشد، وطيب محمد رفيع.
تألق مهدي علي رفقة الأبيض الإماراتي خلال الفترة من 1986 إلى 1989، حين لعب تحت قيادة فنية لاثنين من آكبر المدربين، كارلوس ألبيرتو وماريو زجالو.
اعتزل مهدي علي اللعب عام 1998، وبدأ العمل الفني في المراحل السنية بالنادي الأهلي واتحاد الكرة، ثم تولى مهمة تدريب المنتخب الأولمبي، ومن ثم المنتخب الأول.
لفت المدرب مهدي علي الأنظار بشدة، كما لفتها من قبل كأفضل لاعبي خط الوسط، حيث بدأ العمل التدريبي شابا، إلا أنه حقق نجاحا منقطع النظير حين طار بالأبيض الشاب إلى نهائيات كأس العالم تحت 20 عاما، والتي أقيمت بالعاصمة المصرية القاهرة 2009، ثم حصد لقب المنتخبات الخليجية الأولمبية، وفضية دورة الألعاب الآسيوية( جوانزو 2011)، وفي 2011 خاض مهدي علي تجربة معايشة مع بطل كأس العالم للأندية برشلونة، ليكتسب خبرات جديدة تفيده في عمله الفني، ولكنه لم يكمل التجربة، حيث طلب منه قيادة نادي بني ياس بشكل مؤقت فلم يتوان عن العودة وقبول المهمة، وأخيرا تأهل إلى أولمبياد لندن 2012، ورغم الأداء الجيد للأبيض إلا أنه لم يتخط الدور الأول حيث واجه منتخبات ذات خبرات كبيرة( إنجلترا، أوروجواي، والسنغال)، ومن المواقف التي واجهته خلال تلك الأولمبياد، أن لويس سواريز ذهب إليه أثناء تناول وجبته بالمطعم وهنأه على المستوى الذي ظهر عليه أمام الأوروجواي وأكد له أن الأبيض لم يكن يستحق خسارة المباراة.
تولى مهدي علي القيادة الفنية للأبيض الأول في 14 أغسطس 2012، وقاد الإمارات إلى حصد لقبها الثاني في بطولات كأس الخليج، حيث حقق لقب خليجي 13 بالبحرين، كما قاد المنتخب إلى المركز الثالث بكأس آسيا 2015، وقدم مهدي علي استقالته من تدريب الأبيض في مارس 2017، على خلفية الخسارة أمام الكنغر الأسترالي 0/2، وعدم التأهل لمونديال روسيا 2018، لتكون حصيلته مع المنتخب 63 مباراة، فاز في 39، وتعادل في 10، وخسر 14، سجل المنتخب تحت قيادته 129 هدفا، وتلقت شباك الأبيض 65.
وبعد الرحيل عن المنتخب انتقل مهدي علي إلى تدريب شباب الأهلي لولاية ثانية، 2017/2018، حيث سبق له قيادة الفريق من قبل 2009/2010، والذي عاد إليه مرة ثالثة موسم2021/ 2020، واستطاع أن يقوده للتتوبج ب3 ألقاب من أصل 4 ليحفر اسمه من جديد بحروف من ذهب على الساحة المحلية.
الجدير بالذكر أن مهدي علي تولى تدريب الفريق في ديسمبر 2020، وكان يقبع بالمركز السابع برصيد 14 نقطة ويعاني من سوء النتائج، ولكنه قبل التحدي ونجح في حصد كأس سوبر الخليج العربي بالفوز في اللقاء النهائي على الشارقة 1/0، في يناير 2021، على ستاد نادي النصر بدبي، ليضيف اللقب الخامس للنادي في تلك البطولة، كما قاد شباب الأهلي للقب كأس الخليج العربي الإماراتي في النسخة الاستثنائية التي حملت اسم كأس الخمسين( مرور 50 عاما على تأسيس دولة الإمارات)، وفاز في النهائي على النصر بركلات الترجيح، ثم حقق النادي تحت قيادته اللقب الثالث في2021، بطل كأس رئيس الدولة، بعد الفوز على النصر 2/1، على ملعب هزاع بن زايد بالعين، ليضيف إلى خزينة النادي اللقب العاشر بالبطولة، وفي نهاية الموسم، كان حصاد مهدي علي مع الفريق بالدوري 10 انتصارات، 6 تعادلات وخسارة وحيدة، لينهي الموسم الماضي بالمركز الثالث وبفارق 7 نقاط عن الجزيرة البطل.