الموسيقي.. مسيرة أحد أفضل نجوم أسود الرافدين

أحد أهم نجوم الكرة العراقية على مر العصور، لقب بالموسيقي، ومايسترو خط الوسط، صانع الألعاب الذي تميز بالرؤية الاستثنائية وتمريراته التي تخترق دفاعات المنافسين، والقدرة على التسجيل من مسافات بعيدة، أحد أهم أسباب حصول العراق على اللقب التاريخي الأول بكأس آسيا 2007، بعد الفوز على العملاق السعودي، وفاز بجائزة أفضل لاعب في المباراة النهائية، كما جاء بالمركز الثالث في جائزة الأفضل آسيويا، وحين كان في الـ17 من عمره، ساهم بشكل كبير في تحقيق شباب العراق الكأس الآسيوية عام 2000، كما كان له دور فعال في تأهل العراق لكأس آسيا 2004، ودورة الألعاب الأولمبية أثينا 2004.

إنه ابن الحلة(بابل)، نشأت أكرم عبد علي العيسى، الذي ولد في 12 سبتمبر 1984، وبدأ مسيرته الكروية في نادي صلاح الدين، وظهر للمرة الأولى موسم 1999/2000، تحت قيادة المدير الفني الكبير عمو بابا، وسجل هدفه الأول للفريق أمام السماوة في الكأس المحلية، خلال مباراة انتهت لصالح صلاح الدين 6/1.

في عام 2000، انتقل أكرم إلى نادي الشرطة وهو ابن الـ16 من عمره، ولفت الأنظار بشدة، أعير في 2001 إلى الزوراء ليشارك معه في بطولة الأندية الآسيوية، ثم عاد أساسيا بتشكيلة الفريق، وقاده للفوز بكأس النخبة العراقية، والوصول إلى نهائي كأس الاتحاد العراقي، حينها تم استدعاؤه لمنتخب الشباب، ورشح فيما بعد لجائزة أفضل لاعب آسيوي شاب.

وبعد أداء أكثر من رائع في كأس الصداقة، اختاره اليوغسلافي ليوبيشا تومباكوفيتش المدير الفني للنصر السعودي للانضمام للفربق، لكنه لم يقض به سوى موسم واحد شهد تلاحق 3 مدربين، لينتقل موسم 2004 إلى الشباب السعودي، ويحقق معه لقب الدوري، ويحققه ثانية 2006، وفاز بجائزة أفضل لاعب أجنبي.

وفي أغسطس 2008، وقع نشأت أكرم عقدا لمدة عام واحد مع العين الإماراتي مقابل مليون دولار، كما كان قاب قوسين أو أدنى من اللعب في الدوري الإنجليزي، الذي كان بمثل الحلم الكبير لأكرم، عبر مانشستر سيتي، حين اختاره جوران إريكسون، الذي كان مدهوشا بإمكانياته الهائلة، في عقد عرض عليه مدته سنتان ونصف، ولكنه واجه مشكلة كبيرة برفض فيفا استخراج تصريح العمل، بسبب تصنيفه العراق خارج أفضل 70 في العالم، ليعود أدراجه إلى العين، ثم ينتقل إلى الغرافة في أبريل 2008، وفاز معه بالدوري موسم 2008/2009، وكأس أمير قطر 2009، وسجل رفقته 10 أهداف.

أثناء تواجده مع الغرافة، تلقى نشأت أكرم دعوة من النصر السعودي للمشاركة في تكريم الأسطورة ماجد عبد الله ضد نجوم ريال مدريد، شارك في اللقاء لمدة 75 دقيقة، صنع الهدف الأول، وأحرز الثاني، وانتهى اللقاء بفوز النصر 4/1.

وفي 19 مايو 2009، وقع أكرم عقدا يمتد لثلاث سنوات مع اف سي تفينتي الهولندي، وكان بمثابة تعويض له عن الاحتراف في المان سيتي، فلطالما حلم باللعب في أوروبا، وكان اختاره المدير الفني للفريق ستيف ماكلارين، الذي أكد أنه تابعه لفترة طويلة وتمنى انضمامه للنادي، وحقق معه الدوري الهولندي موسم 2009/2010، ولكنه واجه العديد من الصعوبات داخل النادي، خاصة تعرضه للإصابة وابتعاده عن اللعب، ليتم إلغاء التعاقد وينتقل إلى نادي الوكرة في نوفمبر 2010، ولمدة موسم واحد فقط، غادر بعده إلى حامل لقب الدوري، لخويا في يوليو 2011، واجه بعض المشكلات، وفي يناير 2012 عاد ثانية إلى الوكرة، ليلعب إلى جوار النجوم العراقيين، يونس محمود، علاء عبدالزهرة، وعلي رحيمة، ليحقق معهم كأس النجوم القطري، وسجل هو هدف الفوز أمام ناديه السابق لخويا في نصف النهائي.

وفي 2012، تعاقد نشأت أكرم مع النصر دبي، وفي فبراير 2013 عاد إلى موطنه العراق عبر بوابة ناديه السابق الشرطة، بعد 10 سنوات خارج الديار، وفي موسم العودة حقق لقب الدوري العراقي للمرة الثالثة.

في فبراير 2014، انتقل نشأت إلى الدوري الصيني الممتاز رفقة داليان اربين، لعب له 3 مباريات ثم توقف للإصابة، وفيما بعد لم يتكيف مع نمط الحياة في الصين، فأنهى تعاقده وعاد إلى الشرطة في أغسطس 2014، ولعب له لقاءين فقط، غادر بعدها النادي لأسباب إدارية، وفي فبراير 2015، انتقل إلى أربيل، للعب مواجهات كأس الاتحاد الآسيوي فقط، ثم أعلن الاعتزال في أبريل 2015.

على الصعيد الدولي، صنع نشأت أكرم اسمه كنجم منتخب العراق تحت 17 سنة تحت إشراف عمو بابا، الذي احتل المركز الثاني في مجموعة تصفيات كأس آسيا في يوليو 2000، استدعاه عدنان حمد لاحقًا إلى منتخب العراق تحت 19 عامًا، وكان له دور فعال في هزيمة باكستان 6-0، وسجل هدفين في 6 دقائق، كان لاعبًا عاديًا حتى تم استبداله في الشوط الأول ضد كوريا الجنوبية بسبب تغيير تكتيكي، ظهر لاحقًا في وقت متأخر من الألعاب وخلق افتتاحيات من خلال لعبه الملهم، بسبب جهوده فاز العراق ببطولة آسيا للشباب 2000 وتأهل إلى بطولة العالم للشباب 2001 FIFA في الأرجنتين، وفي وقت لاحق تم ترشيحه لأفضل لاعب كرة قدم آسيوي لهذا العام.

كما ظهر لأول مرة دوليًا مع المنتخب الأول 5 أكتوبر 2001 في مباراة تأهيلية لكأس العالم ضد السعودية في عمان بعمر 17 عامًا و23 يومًا فقط، في 15 يونيو 2008، سجل نشأت أكرم هدفًا ضد الصين في الصين، ليحقق فوزًا مهمًا 2-1 للعراق ومنح الأمل في التأهل إلى المرحلة التالية.

في تصفيات كأس العالم الآسيوية 2014، قدم مساعدة حاسمة ليونس محمود ضد الصين، وفي المباراة التالية سجل هدفين في فوز العراق 3-1 على الأردن للسماح للعراق بالتقدم إلى الدور الأخير من تصفيات كأس العالم الآسيوية 2014، كما سجل ركلة جزاء في فوز العراق 7-1 على سنغافورة مما ساعد على احتلال الصدارة في المجموعة، ثم سجل مرة أخرى في مباراة العراق الافتتاحية بالجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم الآسيوية 2014 ضد الأردن، على الرغم من انتهاء المباراة بالتعادل 1-1.

قبلها وبعد حرب 2003، على الرغم من أنه كان من أصغر اللاعبين في الفريق، فقد تم تسميته قائد المنتخب الأولمبي من قبل عدنان حمد، خلال كأس الصداقة، ساعد نشأت أكرم فريقه في التأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية 2004 وكان جزءًا من الفريق في النهائيات، وصل الفريق الأولمبي العراقي إلى المركز الرابع وخسر أمام إيطاليا 0-1

وفي كأس آسيا 2007، كان نشأت أكرم عاملاً رئيسياً، ساعدت رؤيته وعقليته المتفردة الفريق على الفوز بالكأس، وكان جزءًا من جميع أهداف العراق تقريبًا في كأس آسيا، وأحرز الهدف الافتتاحي في مرمى منتخب أستراليا 3-1 في الدقيقة 23، وصنع الهدف الثاني عن طريق حوار، وساهم في الهدف الثالث.

فاز نشأت أكرم بجائزة أفضل لاعب في مباراتين، الأولى ضد أستراليا والثانية ضد السعودية في المباراة النهائية، وفي نفس العام حصل على المركز الثالث لأفضل لاعب كرة قدم في آسيا.

زر الذهاب إلى الأعلى