الأخضر السعودي.. واثق الخطى نحو الدوحة

يسير بخطى ثابتة نحو الدوحة، ويسعى بقوة لحجز مقعد بين كبار العالم في نسخة استثنائية وتاريخية لكأس العالم تستضيفها لأول مرة دولة عربية شرق أوسطية، إنه الأخضر السعودي الذي يتألق تحت قيادة الفرنسي هيرفي رينارد في المرحلة النهائية من التصفيات الآسيوية، ويقترب بشدة من التأهل السادس في تاريخه للمسابقة الأكبر، حيث يتصدر الأخضر مجموعته بالتصفيات النهائية المؤهلة لمونديال قطر 2022، بعد 5 جولات، بأربعة انتصارات متتالية(فيتنام، عمان، الصين، اليابان)، وتعادل وحيد أمام الكنغر الأسترالي في سيدني.

يدفعنا ذلك لتسليط الضوء على المنتخب الأقوى عربيا، حيث كانت السعودية واحدة من أوائل الدول الآسيوية التي لعبت كرة القدم واتحادها من أوائل الاتحادات المنشأة في قارة آسيا 1956، بدأت السعودية الانخراط في المشاركة بالبطولات الدولية مع البداية الأولى للتأسيس عام 1957 في دورة الألعاب العربية والتي استضافتها لبنان، وضمت البطولة تونس والمغرب والسعودية والجزائر ولبنان والأردن والعراق وسوريا وليبيا والكويت، ولعبت أولى مواجهاتها الدولية أمام لبنان في لقاء انتهى بالتعادل 1/1.

وفي 21 ديسمبر 1975م، شاركت السعودية ببطولة كأس فلسطين (كأس العرب)، باستضافة تونس، وشاركت السعودية لأول مرة في هذه النسخة مع مصر واليمن في نفس المجموعة الثانية، والعراق وتونس والإمارات في المجموعة الأولى، وسوريا وليبيا والسودان وفلسطين.

وفي 10 ديسمبر 1978م، شارك المنتخب السعودي لأول مرة في بطولة آسيوية وكانت دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في العاصمة التايلاندية بانكوك، وضمت مجموعة السعودية الصين وقطر والعراق.

وكانت انطلاقة المنتخب السعودي نحو الشهرة الآسيوية في كأس آسيا 1984 التي توج بلقبها للمرة الأولى في تاريخه من المشاركة الأولى أمام المنتخب الصيني حيث استطاع التغلب عليه 2/0 في المباراة النهائية، ليهيمن بعدها المنتخب السعودي على القارة الصفراء بأن يكون ضيفاً دائماً في الأدوار النهائية بكل النسخ التي تلت تلك البطولة حتى عام 2000م.

ظهر الأخضر للمرة الأولى بالأولمبياد في دورة الألعاب الصيفية لعام 1984م، واجه الصقور الخضر في هذه البطولة البرازيل والمغرب وألمانيا الغربية، واستطاع ماجد عبد الله إحراز أول هدف سعودي في الأولمبياد.

تأهلت السعودية بعدها بعشرة أعوام لأكبر محفل دولي رياضي في العالم وهو كأس العالم عام 1994م، واستطاع الأخضر السعودي تحقيق إنجاز تاريخي في هذه البطولة حيث نجح بمشاركته الأولى في بلوغ دور ال16 في مجموعة لم تكن سهلة ضمت هولندا والمغرب وبلجيكيا، حيث استطاع الفوز على كلٍ من المغرب وبلجيكيا، ليخطف البطاقة الثانية ويصعد مع المنتخب الهولندي.

هذا الأداء المميز في تلك النسخة جعل المنتخب السعودي أقوى فرق القارة الصفراء في ذلك الوقت والمرشح الأبرز للفوز بلقب كأس آسيا 1996م للمرة الثالثة في تاريخه، وهو بالفعل ما تحقق، واستطاع المنتخب السعودي الفوز على صاحب الأرض المنتخب الإماراتي، وبهذا الفوز أصبح المنتخب السعودي أكثر الفرق الآسيوية تتويجاً باللقب في خلال 4 نسخ شارك فيها فقط، ونجح الأخضر في التأهل للمونديال لأربع دورات متتالية، الولايات المتحدة الأمريكية 1994، فرنسا 1998، كوريا الجنوبية واليابان 2002، وألمانيا 2006، ثم غاب عن نسختي 2010، 2014، قبل أن يعود في نسخة روسيا 2018.

بعد كأس العالم 2006، ضعف الفريق مع فقدان المزيد من اللاعبين أمثال سامي الجابر ومحمد الدعيع، ثم غاب عن نهائيات كأس العالم لدورتين متتاليتين عامي 2010، 2014م، حتى استطاع العودة لكأس العالم في نسخة عام 2018م في روسيا بهدف فهد المولد في مرمى اليابان، ولكنه خرج من الدور الأول عقب خسارته في أول جولتين أمام روسيا والأوروجواي، ولعب في آخر جولة أمام المنتخب المصري، ونجح في الفوز 2/1، بهدفي سلمان الفرج، وتسديدة الدوسري في الثواني الأخيرة من اللقاء، وكانت مصر أحرزت هدفا عن طريق محمد صلاح، في مباراة دولية أولى بين المنتخبين منذ كأس القارات 1999، في اللقاء الأشهر الذي انتهى بخمسة أهداف للأخضر مقابل هدف وحيد للمننتخب المصري.

زر الذهاب إلى الأعلى