عبدالرحمن سعيد.. جوهرة الساحل الغربي عميد لاعبي اليمن

لم تثبت الكرة اليمنية حضورا طاغيا على المستويين الإقليمي والدولي، ولم تجد بعديد الأسماء الرنانة، ولكنها رغم ذلك دونت أسماء لاعبين لا يمكن نسيانهم، لم يحققوا البطولات القارية، ولكنهم حفروا أسماءهم بحروف من نور في ذاكرة الكرة اليمنية.

ولعل من أبرز تلك الأسماء، جوهرة الساحل الغربي وعملاقها، عميد لاعبي اليمن على مر العصور، والذي حظي بحب الجماهير اليمنية، وصنف كأحد أكثر اللاعبين الذين أنجبتهم ملاعب اليمن إبداعا وإمتاعا وحضورا، وهو الذي لم يتذبذب أداؤه يوما طيلة مسيرته الكروية، ولم يقل إنتاجه، ليحافظ على صفحات سجله الرياضي ناصعة البياض.

إنه ظهير أيسر المنتخب اليمني عبدالرحمن سعيد عبدالله الذي ولد عام1969م، وجاءت بدايته مبكرة جدا، حين انضم عام 1983م، لفريق القادسية أحد فرق الأحياء الشعبية بالحديدة، حين اكتشفه المدرب السوداني يوسف الجيلاني، ثم التحق بنادي الجيل في الحديدة بواسطة عبدالرحيم حميد لاعب الجيل ولكنه لم يكمل إجراءات التسجيل مع النادي، وفي 1984 التحق بنادي أهلي الحديدة رسميا، حيث اختاره المدرب القدير مقبل الصلوي، الذي تابعه خلال دوري المدارس، وكان طالبا في الصف الثالث الإعدادي بمدرسة أبي بكر الصديق بالحديدة.

انضم عام 1984 إلى أهلي الحديدة ولعب بصفوفه حتى 1998، ثم انتقل إلى أهلي صنعاء 1999 -2001، وكان لديه فرصتان للاحتراف الخارجي، الأولى مع الريان القطري 1992/1993، والثانية مع المريخ السوداني 1996م ولكنها لم تكتمل بسبب رفض إدارة أهلي الحديدة الاستغناء عنه بحجة أن النادي يحتاجه.

حقق عميد لاعبي اليمن عدة بطولات وألقاب محلية، فحقق مع أهلي الحديدة، الصعود للدرجة الأولى 1985م- 1986م، المركز الثالث في الدوري 1986م، المركز الثالث في الدوري 1987م، بطل كأس الجمهورية 1987، المركز الثالث في الدوري 1996م، بطل كأس الرئيس 1996م، وحصل على لقب اللاعب المثالي بالدوري 1996م -1997م.

كما حقق مع أهلي صنعاء بطولة الدوري عام 1998م- 1999م، بطولة الدوري عام 1999م- 2000م، بطولة الدوري عام 2000م -2001م، بطل كأس الرئيس عام 2001م، المركز الثاني في بطولة الدوري 2002م، حصل على لقب أفضل لاعب في الدوري 1999/2000، حسب استفتاء صحيفة الثورة.

وعلى مستوى المنتخبات الوطنية، التحق بمنتخب الناشئين موسم1987م/1988، التحق بمنتخب الشباب 1989م، وانضم للمنتخب الأول في تصفيات كأس العالم 1990م، كما لعب للمنتخب الأولمبي 1992م، واستمر مع المنتخب الأول من 1993م إلى 2002م، واللقطة الأبرز في حياة جوهرة الساحل الغربي، أنه أول لاعب يمني يشارك في 4 تصفيات لكأس العالم، 1990م – 1994م – 1998م – 2002م، وشارك في 77 مباراة دولية.

حقق الزرنوق( نسبة لقبائل الزرانيق بتهامة)، العديد من الألقاب الشخصية، فهو اللاعب المثالي بالدوري 1996م – 1997، أفضل لاعب في الدوري حسب الاستفتاء الجماهيري لمهرجان ابولد في تعز عام 1997م – 1998م، وأفضل لاعب في البطولة الرباعية لافتتاح ملعب العلفي بالحديدة من صحيفة السياسة والملاعب، أفضل لاعب عام 1999م حسب استفتاء صحيفة الثورة، ومن أبرز إنجازاته اختياره ضمن نجوم الخليج المكرمين في خليجي 16 بالكويت.

وفي عام 2003م قرر العميد اعتزال كرة القدم وأقيم له مهرجان تكريم برعاية مجلس إدارة الهلال الساحلي رغم أنه لم يلعب ضمن صفوفه،
وبحضور تاريخي مميز لنادي العين الإماراتي بكامل نجومه والذي واجه في مباراة استعراضية بملعب علي محسن بصنعاء، فريقا ضم كوكبة من نجوم اليمن والهلال الساحلي وانتهت المباراة لصالح العين الإماراتي 2/1.

اتجه العميد لمواصلة مشواره مع الكرة، من خلال التدريب، وبدأ في تأهيل وصقل نفسه من خلال حصوله على شهادات ودورات متميزة، فشارك بالعديد من دورات الاتحاد الآسيوي، وحصل على شهادة C عام 2001، شهادة B عام 2003، شهادة A عام 2013، دبلوم من معهد لايبزج بألمانيا +شهادة من الاتحاد الألماني لكرة القدم عام 2008م، شهادة دورة المحاضرين 2010م و2011م، ودورة اللياقة البدنية عام 2016.

ومن أبرز المحطات التدريبية له في اليمن، تدريب نادي شعب صنعاء 2007م- 2008م، ونادي العروبة بصنعاء موسم 2008م – 2009، كما درب نادي الرشيد بتعز 2009م – 2010م، وعمل مساعدا للمدرب سيوم كبده مع نادي التلال بعدن موسم 2010م – 2011م.

وعلى مستوى الإنجازات كمدرب، فقد صعد بنادي العروبة إلى الدرجة الأولى 2008م/2009، وصعد بنادي الرشيد إلى الدرجة الأولى 2009م/ 2010م.

ومع المنتخبات الوطنية، عمل عبدالرحمن سعيد مساعدا لمدرب منتخب الناشئين تحت 17 سنة في نهائيات كأس العالم بفلندا 2003م، ومساعد المدرب في تصفيات كأس آسيا للشباب بصنعاء 2003م، ومساعد المدرب في نهائيات كأس آسيا للشباب بماليزيا 2004م، ومساعد المدرب في تصفيات كأس آسيا للشباب بالإمارات- دبي 2005م، ومساعد مدرب المنتخب الأولمبي 2005م – 2006م، ومساعد مدرب المنتخب الأول في تصفيات كأس العالم 2014م، أربيل- العين ) 2010م.

ومع كل ما حققه الجوكر الأنيق خلال مسيرة مضيئة، لاعبا ومدربا، فقد نجح المسك والعنبر، كما أطلق عليه، أن يحجز لنفسه، وبكل جدارة، أجمل صفحات كتاب التاريخ الرياضي اليمني.

زر الذهاب إلى الأعلى