عدنان درجال.. من سد دوكان إلى رئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم

رمز من رموز الجيل الذهبي للكرة العراقية.. لاعب مجتهد ومدافع من الطراز النادر، يخشاه جميع المهاجمين، وتميز صاحب الرقم (2) بأنه رجل الأرقام القياسية الذي عرف بالصلابة والمتانة.

إنه عدنان درجال الذي ولد عام 1960، وعرف بلقب سد دوكان كلاعب والجنرال كمدرب، أحد أفضل مدافعي الكرة العراقية على طول تاريخها، لم يأت مثله ولم يأت لاعب يحمل ولو القليل من مواصفاته، فهو أفضل صمام أمان لقلب الدفاع ومن أفضل أصحاب التسديدات القوية.

سجل عدنان درجال الكثير من الأهداف لكن أجملها وأميزها، هدف العراق على البحرين في الرياض ضمن تصفيات كأس العالم 1981، وهدفه ضد قطر في مسقط ضمن بطولة كأس الخليج سنة 1984، وهدفه الاكثر من الرائع وتسديدته الصاروخية أمام كوريا الجنوبية، ضمن التصفيات الأولمبية في سنغافورة 83-84، كذلك هدفه في نفس التصفيات أمام اليابان من ضربه حرة، وأيضا هدفه أمام تايلاند عام 1986 ضمن الألعاب الآسيوية.

كما أنه الأكثر مشاركة خلال الدورات الأولمبية، يليه حسين ثم حيدر عبد الأمير وقصي منير ونور صبري يليهم عبد الوهاب أبو الهيل وهوار ملا محمد أخيرا.

درجال هو أكثر لاعب شارك في الألعاب الأولمبية وبجميع المباريات العشرة التي خاضها منتخب العراق في الثلاث مرات التي تاهل لها، وأكثر لاعب عراقي اشترك في دورات الخليج أعوام (1979– 1982–1984–1988 1990) وحصل خلالها على ثلاثة ألقاب، شارك ب22 مباراة في هذه البطولة وكان قائد المنتخب عام 1988، كذلك استطاع الفوز بلقب الدوري العراقي 6 مرات ( نادي الزوراء 1979 – نادي الطلبة 1981 – 1982 – نادي الرشيد 1987 – 1988 – 1989) ، وبطولة الكأس 4 مرات أعوام (1979 – 1981 – 1987 – 1988) وبطولة الأندية العربية 3 مرات أعوام (1987 – 1988 – 1989).

 

عام 1992، تسلم تدريب أسود الرافدين، كأصغر مدرب درب منتخب العراق بعمر 32 عاما، لمدة عام ونصف تقريبا، لعب المنتخب 20 مباراة، انتهت أربع منها بالخسارة وخمس تعادلات وإحدى عشرة مباراة بالفوز.

تسلم عدنان درجال تدريب المنتخب العراقي في مرحلة صعبة عاشها العراق بسبب الحصار الاقتصادي والرياضي على البلاد بسبب أزمة حرب الكويت، حيث كانت القرارات الصادرة من اتحاد الكرة الآسيوي تتخذ سياسة الإقصاء ضد العراق، مما أبعد المنتخب العراقي عن المشاركة في أي محفل آسيوي أو خليجي أو عربي، ولكن عدنان درجال عمل جاهداً لإظهار المنتخب بشكل جيد خلال تلك الفترة الصعبة، بمساعدة مساعديه اللذين اختارهما بنفسه، وهما حسين سعيد وفتاح نصيف.

اقتصرت المشاركة العراقية في تلك الفترة على عدد من المباريات والبطولات الودية في بعض الدول، ومنها الأردن واليمن والسودان، وكانت أول مباراة للمنتخب العراقي تحت قيادته أمام المنتخب اليمني في صنعاء وانتهت بفوز اليمن بهدف وحيد.

أما المباراة الثانية فقد كانت في الخرطوم أمام الهلال السوداني وانتهت برباعية نظيفة للعراق سجلها نعيم صدام (هدفين) وصباح جعير وأكرم عمانوئيل، ثم واجه المريخ السوداني أيضا وانتهت المباراة بالتعادل بدون أهداف.

 

شارك مع المنتخب العراقي في بطولة الأردن الودية 1992 وكان منتخب العراق في المجموعة الثانية حيث التقى في أولى مبارياته المنتخب الإثيوبي على ملعب أربد، وحقق فيها العراق الفوز بثلاثة عشر هدفا مقابل لاشيء، وكان ذلك أكبر فوز عراقي في تاريخه، سجل أحمد راضي خمسة أهداف، وسعد قيس وحبيب جعفر وليث حسين هدفين، وهدف واحد لكل من نعيم صدام، ومهدي كاظم، بينما ألغي هدف لشرار حيدر، بعدها لعب منتخب العراق مباراته الثانية أمام المنتخب الكونغولي وفاز عليه بثلاثة أهداف نظيفة سجلها أحمد راضي (هدفين)، وهدف لنعيم صدام، ولاقى بعدها نادي وفاق سطيف الجزائري في مباراة رائعة تألق فيها النجم أكرم عمانوئيل الذي سجل ثلاثة اهداف (هاترك)، وبذلك تأهل أسود الرافدين على رأس المجموعة الثانية لمقابلة ثاني المجموعة الأولى منتخب مولدوفا، ليفوز العراق بهدف حبيب جعفر من تسديدة جميلة، ويتأهل إلى النهائي ويلاقي منتخب الأردن في عمان على ستاد الملك حسين بغياب سعد قيس وخسر المباراة بهدفين نظيفين جاءا في الشوط الثاني، فأحرز العراق المركز الثاني في البطولة بينما حصل أحمد راضي على لقب الهداف.

وفي نفس العام منع منتخب العراق من المشاركة في بطولة الدورة الرياضية العربية السابعة لظروف سياسية ومنع دخول أراضي الدولة المستضيفة (سوريا).

بعدها لعب عدة مباريات ودية، أمام ناد روماني على ملعب الشعب، ومنتخب كوريا الجنوبية في كوريا استعدادا لتصفيات كأس العالم وانتهت المباراة يومها بالتعادل حيث تقدم منتخب العراق بهدف النجم أحمد راضي وعادل الكوريين بالدقائق الأخيرة من المباراة، ثم التقى منتخب العراق مرة أخرى مع الدولة المضيفة ويومها سجل ها سيوك جو الهدف الأول للكوريين، وعادل سعد عبد الحميد النتيجة بهدف من ضربة ركنية مباشرة استقرت في المرمى، بعدها تقدمت كوريا مرة أخرى وعادل العراق عن طريق ضربة جزاء سجلها سعد قيس ببراعة لتنتهي المبارة بالتعادل.

ثم عسكر المنتخب في روسيا، وخاض عدة لقاءات مع أندية روسية، حيث خسر مباراته الأولى ثلاثة واحد وتعادل في الثانية وخسر في الثالثة اربعة واحد أمام سبارتاك موسكو.

وبعد مدة طويلة عاد العراق إلى عضوية الاتحاد الآسيوي وشارك بتصفيات كأس العالم في الأردن والصين بقيادة المدرب عدنان درجال ومساعديه يحيى علوان وفتاح نصيف، وفي المباراة الأولى التقى منتخب الأردن وكانت مباراة قوية جدا، افتتحت الأردن التسجيل بواسطة جريس تادرس وجاء هدف التعادل للعراق بواسطة البديل منذر خلف قبل نهاية الشوط الثاني لتنتهي المباراة بالتعادل (1-1).

وفي المباراة الثانية واجه العراق اليمن، افتتح التسجيل بواسطة ليث حسين مسجلا أسرع هدف في التصفيات حينها، في الدقيقة الثانية وعادل اليمنيون بواسطة عصام دريبان، ثم سجل علاء كاظم هدفا ومهدي كاظم الهدف الثالث، تبعه القائد أحمد راضي بهدف رابع بكعبه، ثم جاء دور سعد قيس من ضربة جزاء ليسجل الهدف الخامس، وأختتم علاء كاظم المهرجان بهدف سادس، لتنتهي المباراة بفوز العراق على اليمن (6-1).

قاد عدنان درجال المباراة الثالثة في التصفيات أمام المنتخب الباكستاني، لتنهال على الحارس الباكستاني مالك خطار الأهداف، حيث افتتح التسجيل ليث حسين تلاه سعد قيس بالهدف الثاني ثم علاء كاظم بالهدف الثالث فالرابع لأحمد راضي ثم الخامس بواسطة سعد قيس ثم علاء كاظم بالسادس ومنذر خلف بالسابع ونعيم صدام بالثامن، لتنتهي تلك المباراة بفوز العراق على باكستان (8-0).

كانت المباراة الأهم في المجموعة أمام الصين التي نجح فيها درجال بقيادة المنتخب العراقي للفوز بواسطة هدف المتألق أحمد راضي في الشوط الثاني ليتصدر المجموعة.

بعدها جرت الجولة الثانية في الصين واستهلت بمباراة العراق والأردن، وانتهت برباعية نظيفة للعراق سجلها ليث حسين ثلاثة أهداف متتالية( هاتريك)، بينما جاء الهدف الرابع بواسطة القائد العراقي أحمد راضي.

ثم التقى العراق بالمنتخب اليمني، وكانت الثقة لديه زائدة بعد الفوز على الصين وتعادل مع الأردن وفوز على باكستان واحتلاله المركز الثاني، تعقدت الأمور في الشوط الأول، إلا أن أحمد راضي سجل الهدف الأول للعراق قبل نهايته بثوان، وفي الشوط الثاني سجل سعد قيس الهدف الثاني ثم جاء ليث حسين بالهدف الثالث لتنتهي المباراة بثلاثية عراقية نظيفة على اليمن.

وجاءت المباراة السابعة أمام باكستان التي شهدت تألقا عراقيا آخر رغم إصابة أحمد راضي بخلع في الكتف، سجل راضي شنيشل أول أهدافه الدولية، كذلك شهدت المباراة تألق سعد قيس الذي ساهم بفوز منتخب العراق (4-0).

وفي مباراة الصين الأخيرة قام عدنان درجال بالدفع بجميع التشكيلة الاحتياطية للمنتخب العراقي، لأنها لم تكن سوى تحصيل حاصل حيث ضمن العراق التأهل بــ 13 نقطة كأول المجموعة، وفي تلك المباراة سجل أكرم عمانوئيل هدف العراق الأول، لكن المنتخب الصيني عادل النتيجة بهدف مثير للشك، تلاه هدف آخر وطرد حارس المرمى العراقي عمر أحمد لاعتراضه على حكم المباراة، لتنتهي المباراة بخسارة العراق أمام الصين (1-2)، وكانت تلك المباراة أول خسارة لعدنان درجال كمدرب في مباراة رسمية.

تأهل منتخب العراق للتصفيات النهائية لكأس العالم التي خاضها مع ستة منتخبات لعبت بنظام دوري من مجموعة واحدة، خسر فيها العراق مباراته العجيبة أمام كوريا الشمالية (2-3)، بعدما تقدم بهدفين ولكن تغير مجرى اللقاء بعد طرد المدافع العراقي سعد عبد الحميد، ليسجل الكوريون ثلاثة اهداف متتالية وهذه كانت النقطة السلبية الكبيرة التي أقيل درجال من التدريب بسببها.

حظي عدنان درجال بمشاركات عديدة ولا تحصى في دورات الخليج، فهو صاحب الأرقام القياسية في المشاركات مع منتخب العراق بخمس دورات خليجية بدأت بالدورة الخامسة عام 1979 التي فاز العراق بلقبها، ثم بالدورة السادسة 1982 في الإمارات والتي شهدت انسحاب العراق لعدم ملاقاة الكويت بأوامر رئاسية، ثم الدورة السابعة التي أقيمت بعمان عام 1984 وكانت من نصيب العراق بعد لقاء فاصل مع منتخب قطر انتهى بضربات الجزاء، لم يشارك درجال في الدورة الثامنة 1986 لأن المنتخب العراقي الرديف هو من شارك حينها، وبعدها عاد للمشاركة والفوز بالدورة التاسعة عام 1988 التي أقيمت في السعودية، وفي الدورة العاشرة عام 1990 شارك أيضا وشهد انسحاب المنتخب من البطولة بسبب مباراة العراق والإمارات التي طرد فيها عدنان درجال وانتهت بالتعادل الإيجابي 2/2.

كما أن عدنان درجال أكثر لاعب عراقي شارك في الدورات الأولمبية، التي تأهل لها العراق وشارك مباريات الأولمبياد الروسية، حيث كانت أغلب مباريات منتخب العراق في العاصمة الأوكرانية كييف، التي كانت لا تزال وقتها ضمن الاتحاد السوفيتي السابق، وفي دورها الأول مع كوستاريكا وفنلندا ويوغسلافيا وتأهل العراق حينها للدور ربع النهائي وخسر أمام ألمانيا الشرقية (0-4).

تمتع عدنان درجال بتاريخ حافل في ملاعب كرة القدم، منذ أن بدأ مسيرته كلاعب في قلب الدفاع مع فريق الزوراء عام 1977، والذي استمر معه 3 سنوات، حصل خلالها على لقب الدوري العراقي للمرة الأولى في مسيرته عام 1979، قبل الانتقال إلى الطلبة في 1980، ليقضي معه 4 سنوات، قاد فيها الفريق للحصول على لقب الدوري العراقي مرتين متتاليتين، عامي 1981، و 1982، وفي 1984، انتقل إلى الرشيد، والذي مكث معه 6 سنوات حتى اعتزاله كرة القدم بشكل نهائي عام 1990.

وخلال الـ6 سنوات التي قضاها عدنان درجال مع الرشيد، نجح الفريق في الحصول على لقب الدوري 3 مرات متتالية، أعوام 1987 و1988 و1989.

بعد اعتزاله كرة القدم 1990، اتجه عدنان درجال إلى مجال التدريب، وتحديدا من بوابة نادي الكرخ الذي ظل معه بين عامي 1991 و1992، وفي 1992، انتقل إلى تدريب منتخب العراق، وظل معه حتى عام 1993، لينتقل إلى تدريب نادي القوة الجوية، وقضى معه عاما فقط، قبل الانتقال إلى الدوري القطري، والذي درب فيه عدة أندية مثل الوكرة والعربي، ثم اتجه إلى العمل الإداري.

حاول درجال الترشح لانتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم في 2018، غير أن اللوائح منعته من ذلك، فقدم دعوى قضائية ضد الاتحاد العراقي لكرة القدم السابق، ليتقدم باستقالته في يناير 2020.

وقام الاتحاد الدولي لكرة القدم بتعيين لجنة مؤقتة لإدارة الاتحاد العراقي لكرة القدم، منذ فبراير 2020، وتم تمديد عملها حتى سبتمبر، وفي مايو 2020، تم تعيين عدنان درجال وزيرا للرياضة في العراق، قبل أن يعلن ترشحه لانتخابات اتحاد الكرة، وينجح في الحصول على مقعد الرئاسة بأغلبية واضحة.

زر الذهاب إلى الأعلى