العراقي علي كاظم.. سوبر هاتريك الخليج

 

واحد من أعظم لاعبي أسود الرافدين على مر التاريخ، وضع بصماته وسجل اسمه بحروف من نور في ذاكرة أبناء الخليج العربي منذ أولى مشاركات العراق بالكأس الخليجية، صاحب الأيادي البيضاء في مشاركات بلاد الرافدين بالمونديال العسكري، فاستحق عن جدارة لقب سوبر هاتريك الخليج.

ولد أحد أبرز نجوم العراق علي كاظم في الأول من يناير 1949، حظي بشهرة واسعة جداً داخل العراق، وكذلك في دول الخليج، لأنه من المهاجمين الهدافين الكبار، حقق الكثير من الإنجازات مع الكرة العراقية، أبرزها الفوز بثلاث بطولات لكأس العالم العسكرية في سبعينيات القرن المنصرم، كما قاد نادي الزوراء إلى الفوز بلقب الدوري ثلاث مرات في سبعينيات القرن الماضي، وكذلك لقب الكأس أربع مرات، فضلاً عن مساهمته الفاعلة في فوز نادي الشرطة ببطولة الشرطة العربية التي أقيمت في دمشق عام 1978، ونال لقب هدّافها بعد أن سجل ثمانية أهداف، إذ تمت استعارته من الزوراء لمصلحة فريق الشرطة في تلك البطولة، لأنه من منتسبي وزارة الداخلية العراقية آنذاك.

شكل علي كاظم ثنائياً تاريخياً مع زميله فلاح حسن، في الزوراء، ومع المنتخبات العراقية المختلفة، وقد انعكس انسجام هذا الثنائي الكبير على النتائج الطيبة لفريق الزوراء، وكذلك مختلف المنتخبات العراقية، كما حظي علي كاظم بشهرة كبيرة على مستوى الخليج العربي بعد مشاركة منتخب العراق لأول مرة في تاريخ بطولات الخليج بخليجي 4، الذي أقيم في الدوحة عام 1976، إذ قدّم علي كاظم لمحات كروية لم تزل خالدة في أذهان متابعي الكرة الخليجية، وحصل على لقب أفضل لاعب، وأفضل مهاجم في البطولة، وكان قريباً جداً من لقب الهداف بعد أن تساوى مع نجمي الكويت جاسم يعقوب وفيصل الدخيل بعدد الأهداف ولكل منهم ثمانية أهداف، إلا أن جاسم يعقوب استطاع أن يسجل هدفاً في مرمى المنتخب العراقي بالمباراة الفاصلة ليحصل على لقب الهداف برصيد تسعة أهداف.

ارتبط علي كاظم مع الحارس البحريني حمود سلطان بعلاقة وطيدة بعد أن تمكن من هز شباكه 12 مرة في ثلاث مباريات، وبمعدل أربعة أهداف في المباراة الواحدة، كما سجل ثلاثة أهداف في شباك السعودي مبروك التركي في خليجي 4.

حقق علي كاظم مع منتخبات العراق العسكرية العديد من الإنجازات، حيث يعد اللاعب الأبرز بتاريخ الكرة العسكرية، فحصل على ثلاث بطولات كأس عالم، الأولى عام 1972 في بغداد بقيادة المدرب عادل بشير، حيث حقق البطولة بعد الفوز على اليونان وكوت ديفوار، والتعادل مع تركيا وإيطاليا، بينما انسحبت فيتنام من البطولة، وسجل علي كاظم هدفا ضد كوت ديفوار في المباراة النهائية التي انتهت بثلاثية نظيفة للعراق، والبطولة الثانية كانت عام 1977 في دمشق بقيادة الألماني رايشلت ليكرر، وسجل علي كاظم رباعية الفوز أمام البحرين ضد حارس المرمى حمود سلطان في بغداد ضمن التصفيات بقيادة المدرب القدير عمو بابا، وبعد تجاوز الإمارات أيضا بالتصفيات ساهم مع المنتخب العسكري في تحقيق البطولة بعد الفوز على فرق مجموعات (ألمانيا الغربية وفرنسا ونيجيريا)، والتأهل للنهائي، ليسجل علي كاظم إحدى ضربات الترجيح الحاسمة ضد الكويت الذي كان بقيادة أفضل مدربي البرازيل ماريو زغالو ومساعده كارلوس البرتو بيريرا، وانتهت المباراة لصالح العراق 5-4 بعدما انتهت بوقتها الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.

أما البطولة الثالثة فكانت عام 1979 في الكويت بقيادة المدير الفني عمو بابا، وأحرز علي كاظم بهذه البطولة 5 أهداف، 3 منها بشباك البحرين وواحد أمام النمسا، وسجل إحدى ضربات الترجيح الفاصلة ضد إيطاليا والتي انتهت 4-3 بعد تعادل المنتخبين سلبيا بالوقت الأصلي.

كانت آخر مشاركات علي كاظم مع المنتخبات العراقية في نهائيات دورة موسكو الأولمبية عام 1980، يومها خاض آخر مبارياته الدولية ضد منتخب ألمانيا الشرقية في دور الثمانية، وانتهت لمصلحة الألمان برباعية نظيفة.

واعتزل علي كاظم اللعب عام 1981 وأقيمت له مباراة اعتزال بين فريقه الزوراء وفريق الشرطة عام 1984، ليتحول إلى التدريب، إذ عمل مساعداً لزميله الراحل عبد كاظم في تدريب منتخب ناشئي العراق عام 1985، ثم تسلم مهمة تدريب الزوراء في ثمانينيات القرن المنصرم، كما أشرف على تدريبه في بداية التسعينيات، وقاده للفوز بلقب بطولة أم المعارك الأولى، ثم توجه للاحتراف الخارجي، حيث أشرف على تدريب عدة فرق أردنية وعمانية ويمنية، كما أشرف على تدريب فريق صلاح الدين، وحقق معه نتائج جيدة، لكن المرض الذي أصابه وهو تآكل عظام الحوض جعله يتوقف عن مسيرته التدريبية لفترة حيث سافر إلى جمهورية التشيك والكويت وقطر ودول أخرى للعلاج.

وفي الثاني من يناير 2018م أعلنت وسائل الإعلام وفاته ببغداد بعد صراعه مع المرض، لتطوى صفحة ناصعة لواحد من أبرز لاعبي الخليج العربي.

زر الذهاب إلى الأعلى