بفكر ودعم قطري يجسد اللحمة الخليجية.. البحراني يروي “حكاية” الكأس من الألف إلى الياء

كأس الخليج “التحفة” هدية قطر للبطولة والشعوب

معمل برتوني دُهش بالمضمون الذي تحتويه الكأس

خارطة الخليج العربي تعتلي قمة الكأس

بطولة الخليج تشهد انعطافة بفضل احترافية اتحاد كأس الخليج

يقول الفنان العراقي أحمد البحراني الذي صنع كأس الخليج العربي (تحديدًا النسخة التي صنعت خصيصا لـ «خليجي 17» الذي نظمته قطر وفازت باللقب) إن الكأس تروي حكاية مضمونها وحدة الخليج وتوحده، وتحتوي على معانٍ ستبقى راسخة في نفوس الشعوب الخليجية، وهي فكرة قطرية وبدعم قطر، وقدمت كهدية قيمة من قطر إلى أبناء الخليج العربي.

مشيرا في حوار مع الموقع الالكتروني لاتحاد كأس الخليج العربي أن صاحب الفكرة لديه رؤية وتحققت، ورؤيته هي كيف نترجم اللحمة الخليجية في الرياضة، وكما تعرف أن بطولة كأس الخليج لها مكانة كبيرة في النفوس، وتجسد ذلك في خليجي 17 الذي أقيم في قطر، الرؤية تحققت والكأس يحقق الغاية التي من أجلها وجد، حيث نلمسها على أرض الواقع، وأن الفنان يحتاج إلى ضوء أخضر وفق مساحة الحرية وهو ما حققه صاحب الفكرة والذي هو الداعم لمشروع صناعة كأس الخليج في النسخة الحالية، وبدأنا الحوار بالسؤال التي:

س: هل خططت لصناعة كأس الخليج العربي وكيف بدأت الفكرة؟

الحقيقة أن الفكرة جاءت عبر مكالمة واحدة كانت بداية مشروع كأس الخليج التي قدمته قطر هدية لبطولات كأس الخليج وبداية من خليجي 17، وأنا لم تكن لدي أي فكرة عن الكأس أو مضمونه، وطلب مني خلال المكالمة أن أتواجد في مكان معين، ولم أعرف ماذا سيكون في اللقاء ولكن حتما سيكون خيرا، وأكيد أن الأمر سيكون له علاقة بالنحت والفن كوني فنان، وكانت المفاجأة أنه تم طلب تصميم كأس لبطولة كأس الخليج العربي 17 في قطر، حيث ستشهد عودة العراق بعد فترة غياب وقلت أن عودة العراق مكسب للعراق وأنا فرح جدا لأنه عاد إلى البطولة من خلال بلد أنا أعيش فيه هو قطر، وجاء اختياري لصنع الكأس الثالث للبطولة بعد أن احتفظ بالكأس السابقة المنتخب السعودي وقبله المنتخب الكويتي، وكانت الفكرة الرائعة قد طرحت من صاحبها وبدعم منه، مضمونها وحدة الصف والموقف الخليجي لتتجسد في الكأس الجديد.

س: كيف كانت بداية الرحلة مع الكأس؟

كانت الرحلة في التصميم وعمل الكأس حيث غادرت إلى إيطاليا ونقلت الفكرة والتصميم واجتمعت مع السيد لوزا برتوني مدير ومالك مصنع برتوني الذي صنع فيه كأس العالم 2018، وقد فوجئ بمشروع الكأس وهي بالنسبة له عمل، وعندما شاهد المشروع وجد له خصوصية كبيرة بعد أن شرحت له فكرة الكأس والأهداف من الكأس، وأننا نريد أن نخرج بشيء مختلف يكون له حضور أكثر من كونه كأسا تقليديا، حيث قال برتوني إن هذا الشيء مختلف ولأول مرة يأتي شخص ينفذ الأشياء بيده، وقد اندهش بالفكرة وقال أنها الأولى من نوعها التي تصل إلينا وله معان ودلائل عميقة، كون أن معظم الكؤوس مرسومة بشكل جميل ولكنها بلا معان.

س: كيف تعاملت مع العمل؟

أولا كان تعاملي مع الطين وبقدر ما هي مادة بسيطة وناعمة بقدر ما هي صعبة وأراها أصعب من التعامل مع الحجر، وأصعب من التعامل مع الحديد لأنها تشكل الأشياء، وعندما تعاملت مع كتلة الطين بدأت العمل، وهنا المشروع اختلف تماما، وهي من الناحية العملية أسهل ولكنها أخذت وقتا أطول من ناحية الفكرة، وفي كثير من الأوقات أصل إلى مرحلة أقول انتهى المشروع وأكملته، ولكن نعود ونضيف إليه أشياء تكمل الفكرة.

س: هل كنت متواصلا مع الدوحة من أجل أن تكون الفكرة مكتملة؟

أكيد أنا على تواصل دائم مع المعنيين وصاحب الفكرة الذي حرص على ترجمها بكل واقعية، وصار نقاشا حول كيفية أن نعطي إيحاء ولو بسيطا جدا للكأس السابقة، وكان الاقتراح أن نختار شكل المبخرة، وهو إيحاء بسيط لشكلها وكيفية توظيفها، وهنا دخلت في متاهات جديدة.

س: ما هي فكرة الكأس؟

فكرة الكأس الهدف منها رأب الصدع بعد الشرخ الذي حصل بخروج العراق، وجاءت فكرة الكوفية العراقية إلى جانب الشماغ الخليجي لتجمع أجزاء الكأس مع بعض لجمع الشمل والعودة إلى المسار الطبيعي لها.

س: ما هي الإضافة الأهم خلال العمل؟

من الإضافات المهمة جدا أن صاحب فكرة الكأس طلب أن يكون في الجزء الأعلى فيه خارطة الخليج العربي وهو رائع جدا وجميل وأضاف مسحة جمالية للكأس، وفي التصميم الأول كانت فكرة أن تضيف إيحاء رمزيا لجغرافية الخليج العربي، ولكن أن تدخل الحدود في المنطقة كانت فكرة رائعة جدا، ونفذ الطلب بأن يكون الجزء فوق اللؤلؤة خارطة الخليج العربي.

س: كيف وضعت اسم البطولة على الكأس؟

خلال العمل فكرت كيف ندون اسم البطولة على الكأس بغض النظر إن تغيرت من مكان إلى آخر ليتغير فقط التاريخ، وأردت أن أحفر من ضمن التصميم الأساسي للكأس اسم البطولة الذي هو كأس الخليج العربي، وحاولت أن يكون الخط التقليدي، فلم تعجبني الفكرة، وبعدها وصلنا إلى فكرة أن يأتي أحد أطفال أبناء الخليج الذين هم مستقبل البلدان في المنطقة ليكتب بعفويته.

س: في كل بطولة يكون اسم أحمد البحراني موجودا كونه من صنع كأس الخليج الذي تتنافس عليه المنتخبات ابتداء من خليجي “17” كيف تصف لنا هذا الشعور؟

أشعر بسعادة غامرة في كل بطولة دائما أكون حاضرا في النهائي من خلال الكأس “التحفة ” بل أشعر أني شريك للبطل الفائز ، وأن الكأس الذي يحمل اسم كأس الخليج له مكانة كبيرة في قلبي وأعتز به كثيرا وأعده الأفضل لي بالرغم من الأعمال الكثيرة التي قدمتها ومنها كأس العالم لكرة اليد وغيره، إلا أن كأس الخليج الأقرب إلى نفسي وأعده مفخرة لي، وأيضا أفتخر بصاحب الفكرة الرائعة التي تجسدت على أرض الواقع بأفضل صورة، كما أن بطولة كأس الخليج قد شهدت نقلة نوعية من خلال اتحاد كأس الخليج العربي الذي يحرص على التطوير الدائم ويعمل باحترافية مميزة.

زر الذهاب إلى الأعلى